العمران فلسفة الحياة في الحضارة الاسلامية

يعيد هذا الكتاب تأسيس علم العمران عبر غوص مؤلفه فى كتب التراث لتحقيق فهم أعمق لمعطيات الحضارة الإسلامية يحيى قيمتها ويثمن منجزاتها، وننطلق منه نحو المستقبل.

وعرف المؤلف العمران بأنه علم يؤدى بنا إلى أن نعرف كيف نحيا على هذه الأرض، ونتمتع بكل ما أعطاه الله لنا من نعم ونتحدث بهذه النعم كما ذكر الإمام جلال الدين السيوطى فى مذكراته "التحدث بنعمة الله"، وتشمل مجالات علم العمران الأنشطة الإنسانية على الأرض وما يترتب عليها من تفاعلات حضرية سواء فى مجال المستقر الحضرى (مدن/ قرى/ بدو) أو فى مجالات الانتاج (زراعة/ صناعة) أو فى مجالات الخدمات المختلفة، أو التجارة، وما يتصل بذلك من تطورات معرفية وفكرية تعكس نمو وارتقاء الإنسان عبر العصور، بما فيها ممارسة السلطة فى مستواياتها المتعددة.

وحدث تطور دلالى لكلمة عمران بتعميم دلالتها، وأخذ هذا التعميم مستويات متعددة على مر العصور حتى وصلت إلى معانيها فى العصر الحديث، وقد تطور المعنى اللغوى فى المعاجم كما يلى: اسم للبنيان، نقيض الخراب "العدل أساس العمران"، التحضر والمدنية: الأعمال الحضارية ونجاح الأعمال.

من هنا، يقول خالد عزب: لم يكن ابن خلدون مؤسسا لعلم العمران بل كان حلقة مثلت ذروة هذا العلم، وكتابه "المقدمة" هو فى حقيقة الأمر جاء فى الدراسات البينية الإنسانية سابقا به الكثيرين فى عصرنا، ليؤسس العلاقة بين علوم مختلفة مما يجعلها تنتج معارف جديدة.