يوميات مديرة مدرسة

(0)
Publisher: Dar Rawafed
Year: 2020

 لأول مرة، ومنذ عامين تقريبًا من عملي كمديرة مدرسة، في سبتمبر 2009، أقبض على مشاعري الهاربة والمرهرطة كاملة، وتكون بحوزتي، ومسيطرة عليها بقوة وحسم.

في البداية، ومنذ فترة قاربت على الثلاثة عشر عامًا، ومنذ فقد الزوج، أجلس هذه الجلسة الحميمية مع نفسي، وأنا أترفق بها، وأحاول أن أرتق ما تقطع في داخلي خلسة.

كانت مشاعري تقريبًا سهلة وطيعة، وتُعطَى لأي عابر في طريقي الاجتماعي مجانًا، بمعنى لو قابلت صديقة أو زميلة في العمل كنت أحبها حبًا جمًا، دون انتظار مردود فعلي أو عاطفي من وراء ذلك، وكان هذا بسبب الفقد، عكس ما كنت عليه سابقًا، لقد عرفت معنى أن تكون وحيدًا، كان الفقد بالنسبة لي كأنه حفرة كبيرة وعميقة وواسعة، وعليَّ طوال الوقت أن أملأها بالمحبة والعمل والاجتهاد، والقراءة والكتابة والدراسات العليا، حتى لا أرى هذه الهوة العميقة تزداد أتساعًا كل يوم؛ لأنني أصبحت أفقد كل يوم عزيزًا عليَّ في الحياة، بداية من الأهل وانتهاءً بالأصدقاء.

وهنا تكمن المأساة! فليس كل محب مخلصًا، وليس كل وجه باسم لك يحبك!.