أناشيدُ الغَيْمَة المارقة-شعراءالموجة الأحدث في قصيدة النثر المصرية تأليف/مؤمن سمير.مصر

(0)
Publisher: N/A
Year: 2019

كتاب "أناشيدُ الغيمة الغارقة : شعراء الموجة الأحدث في قصيدة النثر المصرية" إعداد وتقديم / مؤمن سمير

كتاب "أناشيد الغيمة المارقة:شعراء الموجة الأحدث في قصيدة النثرالمصرية "من إعداد وتقديم  الشاعر/ مؤمن سمير والكتاب مطبوع ضمن إصدرات مجلة (نصوص من خارج اللغة) وشبكة (أطياف )الثقافية للدراسات والترجمة والنشر- المغرب 2019.. ويقوم بتوزيعه في مصر (مركز الحضارة العربية ) للإعلام والنشر والدراسات العجوزة- ميدان الكيت كات - خلف مبنى وزارة الثقافة - 4 شارع العَلَمين- عمارات الأوقاف.

ويعد الكتاب أنطولوجيا شعرية تطمح لتقديم صورة بانورامية كاشفة للمشهد الشعري الحالي في مصر وتثبت أنه مشهد مَوَّار وثري ومترامي الاتجاهات والأشكال والتقنيات والتوجهات عن طريق تقديم نماذج من أشعار 148 شاعر وشاعرة مصرية توهجت تجاربهم في الوقت الحالي و انضغمت هذه التجارب معاً لتشكل مشهداً لشعرية لها خصوصية وتفرد يميزاها عن باقي الشعريات العربية. والأنطولوجيا بهذا التوجه هي محاولة لسد النقص في الرصد بما يفيد الباحثين والشعراء ، حيث توقفت الأنطولوجيات السابقة عند جيل التسعينات في الشعر المصري وظل الجيل الحالي وهو المغامر والمتجاوز هو الآخر بما لا يقل ثورية عن الأجيال السابقة ، وظلت الحالة الشعرية الحالية وهي المحتدمة والمتوهجة : بلا تأطير.

جزء من مقدمة الكتاب:

بحرٌ عَصيٌّ ، تَحرسُهُ غَيْماتٌ ماكرة

ترتبط تجارب المجموعة الأخيرة من شعراء قصيدة النثر المصرية بسماتٍ عدة ، إجرائية أو جمالية ، فتتميز مثلاً هذه المشاريع الإبداعية بالأفق المفتوح الذي يرابط أمام نوافذها ولا يتوقف أبداً عن رفدها بالحياة والتنوع الخلاق وكذا بعدم الخضوع لصرامة التصنيف الذي وَسَمَ الموجات الثلاث الكبيرة وأعني بهم جيل السبعينات وجيل الثمانينات وجيل التسعينات (سنضطر كما اضطر غيرنا أن نغض الطرف عن زيف وعدم دقة المفهوم الجيلي العَشْري وجاهزيته كلما كنا بإزاء محاولة للنظر أو إعادة النظر في تجارب شعراء قصيدة النثر المصرية) حيث ترتبط التجارب الأخيرة في فترة ما بعد هذه الموجات المتميزة ، بالسيولة من حيث إمكان انضمام أسماء وتجارب جديدة كل يومٍ وكل ساعة، و بتفلُّت انتماءاتهم الفنية من التأطير والقولبة في جماعات شعرية أو تحت أي علامة رمزية تكون مؤشراً على تَوَجُّهٍ فني بعينه، وبعدم الحماس إزاء فكرة التراتبية المرتبطة بالمناطق الشعرية المطروقة قبلاً حيث يُلَمِّح ويُصرِّح العديد والعديد من أصحاب هذه التجارب - في تحقيقات أدبية أو حوارات أو شهادات الخ - بعدم الاعتداد بفكرتَيْ البناء على المنجز الشعري السابق وكذا مسألة النَسَب الفني لهذه التجارب وهل تعد امتداداً ورافداً لهذه الشعرية أو لتلك من عدمه.. حتى أنَّ تَوَهُج معنى ومبنى ارتباط اسم الشاعر بمشروع خاص ومتميز في الشعرية المصرية أو العربية قد لا يصمد كثيراً كغاية أو مبتغى متوهج أو طموح طبيعي ومشروع وسط إدراكهم الحاد لتسارع وتيرة الحياة وصعوبتها وتقلب الأمزجة الملعون.. إنهم أبناءٌ فقط لواقعهم الملموس وتجاربهم الخاصة ولا يدينون إلا لاتساع مفهوم ونطاق وآفاق الشعرية التي تتيحها قصيدة النثر ولا ينتمون بالضرورة لفكرة أن يطور اللاحق السابق بالمغايرة والاختلاف. إن كلاً منهم يطور مسارات شعريته دون أدنى اعتبار لأي تشابه وتقاطع أو حتى تنافر، مع المنجز السابق وبهذا فهم لا يقصدون إلا رحلة جلودهم وأرواحهم وأبصارهم إلى " إيثاكا " المراوغة التي تتحول وتتحور كل يومٍ باختلاف ملامح الأشعار وأرواحها ، هذه الرحلة التي لا تكترث كثيراً لاقتراب طرقها وشوارعها من الألفة مع أرواح تجارب وشعريات متحققة أو حتى ابتعادها سنواتٍ ضوئية عن صور وأصوات وروائح الآخرين..