حجاب الساحر

(0)
التصنيف: روايات

الرواية الاولى للشاعر أحمد الشهاوي تحكي جزءاً من سيرة «شمس حمدي»، تلك المرأة التي تتمتع بقدر كبير من الصدق والذكاء، وهي تدرك سرّ قوتها وتعرف ماهيتها، فهي امرأة خمسينية درست العلوم السياسية وعاشت حياتها الجامعية مهتمة بالسياسة، ثم أغرمت بتاريخ مصر القديمة.
وتتناول رواية حجاب الساحر عبر سيرة «شمس حمدي» شريحة مهمة من المجتمع، من دون أن تغفل العلاقات الإنسانية بين أفراد العائلة الواحدة، حيث عانت شمس حمدي سوء أخلاق بعض الأقرباء: (شمس حمدي ليست شخصية مأساوية، لكنّها بكل تأكيد ملأى بالغريب والعجيب، فقد ولدت لعائلة تقليدية محافظة بنت نفسها، وتعلّمت بشكل عادي، مارست السياسة وانخرطت في العمل السري، الذي لم تواصله بسبب اعتراض الأب الدائم وخوفه عليها من السجن، ومن البطش).
وعلى الرغم من كون «شمس حمدي» امرأة قوية فقد ضربتها الأمراض؛ جراء فعل السحر، حتى تعثرت حركتها وحياتها، ووهنت وارتبكت، وقلّت حيلتها؛ فتسر لحبيبها الذي ارتبطت به لسنوات، ثم ابتعدت من دون أن تذكر أسباباً للنأي، أن هناك أعمالاً سحرية تعرقل حياتها، ولم تكن تعرف أن حبيبها له صلة عميقة بالسحر.
اصطحبها لتمكث ليلة داخل الهرم الأكبر، حيث رأت ما لم يره بشر من قبل، ثم إلى البحيرة المقدسة في الأقصر، وهي أعجوبة من عجائب الحضارة المصرية القديمة عمرها أكثر من ثلاثة آلاف عام، وكان بعض النساء يأتين إليها للتبرك، إذ يعتقدن أن مياهها تعالج الأمراض المستعصية والعقم، كما اصطحبها إلى دلتا مصر، ثم الرحلة الأهم إلى جزيرة سقطْرة اليمنية.
و«حجاب الساحر» ليست رواية تروى ليتسلى بها القارئ، لكنها تحمل حياة شمس حمدي الخصبة، والثرية في تنوعها «فهي امرأة تظهر كل ليلة وكل نهار في شأن، إنها نساء عديدات، وليست امرأة واحدة تكرر نفسها، إذ هي تامة، تأخذ بصرك جملة»، ومثلما تناقش الرواية التي تقع في 360 صفحة، طبيعة العلاقات الأسرية في المجتمع الحديث؛ فإنها تتناول أيضاً عالم السحر والسحرة.

مزيد من القراءة