قراءة فى رواية (نساء فى الجحيم) لعائشة بنور

نساء فى الجحيم ام عرائس فى السماء

"لا يختلف الاستيطان الصهيونى لفلسطين ، عن الاستدمار الفرنسى للجزائر ، الكل ضد الانسان والحرية ، كان الوجود واحدا والعمليات القمعية واحدة ، وان اختلف روادها ؛ فالسياسة المتبعة تتطور وتنسج خيوطها بأشكال جديدة "
فى هذه الجملة على لسان الشهيدة الفلسطينية دلال المغربى التى استشهدت عام 1978، بعد عملية فدائية ناجحة ضد الصهاينة وفى عقر  دارهم فى تل ابيب ، من رواية ( نساء فى الجحيم ) للأديبة الجزائرية عائشة بنور  ، فى تلك الجملة تتلخص عقدة ، او فكرة الرواية ، التى تتناول وجعنا كشعب عربى ، وجعنا الازلى فلسطين الابية ، المغتصبة ، منذ العام 1948، عام النكبة ، التى تصفها الشخصية الساردة الرئيسية فى الرواية / ايلول.. فتقول :
"النكبة عام الحزن او المأساة الانسانية ، للشعب الفلسطيني ، تشريد الشعب خارج دياره ".
وتقول ايضا موجهة كلامها الى صديقتها يافا
 " النكبة هى الصمت الرهيب على تشردنا ، النكبة هى سرقة احلامكِ واحلامى ، والسفر بها عبر غارات جوية متتالية ، تجتاح المدن النائمة على جراحها ، والثكلى بمواجعها كل ليلة  "
نعم ان فلسطين هى وجعنا والمنا الذى لا يبرأ ابدا ، حتى يرحل الصهاينة المغتصبون ، فمازالت جرائمهم ، وغاراتهم الوحشية حتى اليوم ، وما مأساة الشيخ جراح ببعيد ، ومن قبلها دك غزة مرات ومرات .. تستعرض الكاتبة نضال الفلسطينيين ، تحديدا الفلسطينيات ، من خلال الراوية / ايلول التى تمثل مأساتها انموذجا لوحشية الصهاينة  ، اذ تدك طائراتهم منزلها فى عكا ، فتحوله لركام ، فوق رءوس والديها واخيها الرضيع الذى تتفحم رضاعته فى فمه من الانفجار ، تصف ايلول هذا المشهد البشع فتقول :
" تذكرت بيتنا وهو يقصف بالطائرات ، هالنى المنظر  المرعب ، اسرعت ابكى بعد ما سقط الخبز من يدى " وتقول " استوقفتنى اللحظة الخرساء التى امتصتنى فى جوفها ، وايقظتنى اللحظة المرعبة على وجعى مع غيبوبتى وذهولى ، وتناثرت الشظايا والاشلاء امامى "
وتظل تلك اللحظة الخرساء مع ايلول حتى نهاية الرواية ، التى لم تنته معنا ، فنحن ايضا نعيش هذه اللحظة الخرساء مع كل توحش صهيونى .
تقدم عائشة بنور نماذج لبطولات المرأة الفلسطينية  ونضالها ضد الكيان الصهيونى ، متقاطعة مع بطولات المرأة الجزائرية ضد الاستدمار الفرنسى ، ويحسب للكاتبة استخدام تلك المفردة ( الاستدمار ) .
فتحكى لنا عن دلال المغربي التى قادت عملية فدائية ناجحة اوقعت خسائر جمة للعدو الصهيوني ، واشارت الى المناضلة الفلسطينية ليلى خالد ( اطال الله فى عمرها ) وهى التى قادت ايضا عملية فدائية ؛ قامت بخطف طائرة من اجل المطالبة بالافراج عن اسرى فلسطينيين وسورى ، والتى اتخذت من اسم المناضلة الجزائرية شادية ابو غزالة ، اسمها الثورى ، وان لم تتناول بنور  هذه العملية .
 كما اسهبت الكاتبة فى تصوير صمود البطلات الجزائريات ، منهن ؛ مريم بو عتورة، وزهور  زرارى .جميلة بو حريد التى تقول عنها دلال المغربى فى حوارها مع ايلول" اجمل فتاة اتعبت الجلاد ولم تتعب ، عصفورة جريحة، تصارع الجلادين ، مصلوبة، تنتفض للمسات التيار الكهربائى وهى تهذى امنا الجزائر "
اجادت بنور فى هذا التمازج بين نضال البطلات الجزائريات اثناء الثورة الجزائرية ، ضد فرنسا ، ونضال الفلسطنيات ضد الكيان الصهيونى ، واستعانت بقصائد لنزار فى وصف تعذيب وصمود جميلة بو حيرد ( اطال الله فى عمرها )، مما اضفى على النص ثراءً على ثراءه ..لتصف لنا نساء فى جحيم الارض ، وهن عرائس فى السماء .
..تطالعنا عتبة النص فى العنوان الرئيسى  الذى يجسد فكرة وثيمة النص ، والذى يرصد   - كما اسلفتُ- نساء مناضلات يعشن تحت جحيم ووحشية محتل مجرم  ،  ثم الاهداء الاول الى بعض من رموز للنضال الفلسطينى  والجزائرى؛ دلال المغربى ، وغسان كنفانى ، محمود درويش ، ناجى العلى ، وشادية ابو غزالة مريم عتورة ، ليتناغم  هذا الاهداء ايضا مع نسيج المتن السردى ..مازلنا عند عتبات النص ،  التى تضع القارئ فى مسار وسياق متن الرواية ، عتبات دالة ومعبرة عن المأساة والجرح الذى مازال ينزف ، تتمثل فى مرثية الشاعر محمود درويش النثرية فى غسان كنفانى بعد اغتياله  
" ويا صديقى غسان !
ان البياض امامى كثير ، ودمك الذى لا يجف مازال يلون . ..الى اخر المرثية " ولكنهم قالوا لى : قد انفجر ! "
تتوالى العتبات ، و العتبة الأخيرة متمثلة فى  مقتطفات من كتابات غسان كنفانى " ان الشئ الوحيد الذى اردته فى حياتى لا استطيع الحصول عليه ، لقد تبين لى ان كل حياتى كانت سلسلة من الرفض ".
استطاعت الكاتبة ان تحيك عالمها السردى بتمكن فنى ، متوسلة بكل انواع الفن والادب ، رغم الوجع والالم الذى عايشه ابطال الرواية ، ونعيشه معهم فى الواقع ، فطعمت النص بالشعر ، والتوثيق لبطولات المناضلات الفلسطينيات والجزائريات ، فكان السرد اقرب للتقريرية حين حكت عن تفاصيل  العملية الفدائية التى قادتها الشابة دلال المغربى ذات العشرين ربيعا ، والتى وسمت بعملية كمال العدوان  ، وان كانت الكاتبة حاولت المراوغة بجعل الفدائية دلال المغربى احدى قريباتها فى الرواية ، كما جعلت ايضا غادة السمان وغسان كنفانى اقاربها .. ربما لتهرب من صيغة السرد التقريرى .
 جاءت اللغة  سلسة وفصحى عذبة .، واعتمدت آلية الاسترجاع ( الفلاش باك) فكان السّرد في أغلبه دفقا متتابعا من التأمّلات والاسترجاع  للأحداث على ألسنة عدّة شخوص ، تقمّصوا دور البطل الذي يتولى السّرد المرير والحكي الأليم ..
فاتسمت الرواية بأنها رواية اصوات بأمتياز ، وان كان السارد العليم / ايلول ، له النصيب الاوفر ، فكان اغلب السرد بضمير المتكلم فى فصول الرواية السابعة عشر ، بالاضافة للحوار الذى كانت البطلة/ايلول طرفا فيه ، تروى احداث الحرب والدمار وألم تعيشه وتعانيه المرأة الفلسطنية ، والمرأة الجزائرية قبل الاستقلال حيث تتقاطع احداث الثورة الجزائرية ونضال الشعب الجزائرى مع احداث الاحتلال الصهيونى والتصدى للكيان الوحشى .
فتطالعنا فى الفصل الاول  باسترجاع مرحلة الطفولة البريئة فى مدينة عكا الجميلة ، وتصف الطبيعة ، "كل مساء أخرج إلى أعلى الربوة المطلة على ضیعتنا الجمیلة ومعي عصفوري طائر المحنا، وتحت شجرة الزیتون الوارفة ظلاّ لھا نلعب ونلھو حینما یكون أبي في مزاج رائق" .وتسترجع ايضا بعض الشخوص احداثا ، منها غادة حين تسترجع اللقاءات الاولى مع غسان وحوارهما .
احتشدت الرواية بعدد من الشخصيات ، التى تنوعت بين الشخصية النامية ، والشخصية السكونية  او الثابتة ، والشخصية الاشارية ، الشخصية المرجعية ، والشخصية الغائبة , ونرصد نماذج من تلك الشخصيات فى السطور التالية : ايلول / الساردة شخصية نامية متحركة ، تعرف الاحداث وتحكى عنها وتتحاور مع شخوص الرواية ، وتسافر ، وتتجول فى سفرها ، فهى شخصية متغيرة متطورة ، تتمو مع نمو الاحداث ، وهى رمز لصمود المرأة الفلسطينية الشامخة ، تتصف بالتحدى ، حيث تقول عن نفسها (انا كل الفصول الاربعة  شتائية وباردة وقاسية ) ومع هذا فهى ايضا بسيطة ورومانسية وجميلة ، ينبض قلبها بحب اندريا منذ الطفولة ، وبعدما تصير شابة يافعة ، لا تبوح له بمشاعرها  ولا تلتقيه ابدا ويظل خياله او ظله يراودها  . تروى الاحداث ، وتحاور الشخصيات ..ولا تفارقها غصتها ولحظتها الخرساء ، حتى نهاية الرواية ، اذ تهرب من احزانها  الى قريبتها الدمشقية غادة ، فى اسبانيا وقريبها غسان ، الذى تغتاله ايدى الصهاينة ، فتظل اللحظة الخرساء المؤلمة .
ومن الشخصيات الساكنة او الثابتة التى تظل على حال واحد ، فتظل عواطفها وسلوكها ثابتة ، من هذه الشخصيات غادة ، وغسان ،  ؛ اذ يظل كل منهما على صورة واحدة ، محبين يتقاسمان هموم الوطن ، ويكن كل منهما حبا للأخر ..
غسان كاتب وصحفى كبير ، يكتب القصة والرواية ، والمقال ، يهاجم الكيان الصهيونى ،  ويدينه فى قصصه ورواياته  ، ويكن حبا لغادة ، وهذه الاخيرة كاتبة تكتب عن القضية وعن وحشية الصهاينة ، بعدما عانت من فقد الاسرة ، عاشت الم اليتم ، والشتات ، تصفها فدوى ام ايلول فتقول (غادة جميلة جدا ، ماتت امها وهى صغيرة ، لم تعرف وجهها ولم ترتوى من حليبها ولم تشبع من دفئ حضنها لم تسعد بصحبتها وهى شابة بقيةعمرها ) اجادت الكاتبة رسم تلك الشخصيات ..ورغم عدم ظهور غسان بذاته فى الرواية الا ان حضوره كان كثيفا ، ، من خلال حديث كل من  ايلول/ البطلة ، وغادة  التى تحدثت  واستفاضت  فى الحكى عنه ، عن صفاته الخارجية ، والجوهرية ، وعن سماته وافكاره ، فملأت الفراغ الذى تركه لها  ولأيلول ، وقلق الانتظار ، وبعد اغتياله ،  اسهبت غادة فى رثائه ، وشبهته بفيديريكو جارثيا لوركا الكاتب والشاعر والفنان الاسبانى الذى اعدم وهو فى الثامنة والثلاثين ، فكتبت " يوم مولدك يذكرني بإعدام لوركا الذى بُعث فيك من جديد ، آه غسان ، عند اغتيالك كان عمرك ستة وثلاثين عاما ، واعدم لوركا وهو فى الثامنة والثلاثين من عمره، وفى نفس الشهر يُغيَّب الموت جسديكما "
 ومن الشخصيات التى جمعت بين الحركة والثبوت شخصية اندريا ، الذى يخطفه جنود الكيان الصهيونى ، وهو رضيعا بعد استشهاد اسرته الفلسطنية  ، ويتبناه بنيامين اليهودى الانجليزي ، ويعيش بوهم انه يهودى انجليزي ، حتى يعرف الحقيقة ، فيغادر  فلسطين الى مكان ما ..بعدما صدمته الحقيقة ، ولم ينل حبيبته ايلول التى لم تبح له بحبها ، تقول عنه (مسكين لأنه تجرأ اهله يوما ، ان ينام على تراب وطنى، ومسكينة انا لأننى  لن انسى ابدا انها ارضى وزيتونى انا وشمسى انا وضفتى انا ..)
ومن الشخصيات الاشارية التى اشارت لها الكاتبة : الجد اليعقوبى ، جد ايلول الذى يبلغ من العمر 86عاما ومع هذا يتمتع بكامل قوته العقلية والجسدية ، لا يستسلم رغم كل الهموم والفقد الذى يعانيه ، فقد فقد ابنه سالم ،والد ايلول ، وولديه الاخران ، احدهما فى سجون الاحتلال الصهيونى ، والاخر فى الشتات ، ومع هذا يتمسك بأمل النصر والعودة لأرض فلسطين محررة ، وتصفه الكاتبة بأنه متبحر فى الثقافة والتاريخ ، تقول عنه ايلول ( ولم أكتشف إلا المتنبى يلازمنى كشهب  نار  تلهب حياتنا ، ولم اكتشف الا المتنبى فى حياة كافور وبين السطر والسطر ، صاعقة  بل صواعق وداء ، ونسيت ان كافور جعل يده مبسوطة كل البسط للمحتاج والزاهد  والعالم كجدى اليعقوبى ) وحين تسترجع ايلول قول والدها عن جدها  ( كان ابى يتحدث عن المعارك التاريخية ، وكان يتحدث عن صلاح الدين الايوبى وعن بسالته وتواضعه وسماحته وتسامحه ، ومعاملته الانسانية لأعدائه )
ومن الشخصيات الاشارية ايضا صديقة ايلول ، يافا التى كانت ترى فى ايلول مدرستها الاولى فى المخيم الذى جمعهما فتقول ( ايلول هى مدرستى الاولى فى مدارس اللاجئين ، كانت تعلمنا الحب والسلام،وكانت تسرق كل يوم ثلاثاء لحظات للحديث عن النضال والحب والثورة ) وتعد يافا احدى ضحايا الوحشية الصهيونية ، اذ تقول ( انا يافا ابنة النكبة بساق مقطوعة )
كما تضمنت الرواية شخصيات حقيقية ، مناضلات خلدهن التاريخ :
دلال المغربى الشابة ذات العشرين ربيعا التى قادت عملية فدائية فى عقر دار الصهاينة ؛ فى تل ابيب ، وكانت العملية تستهدف تفجير الكنيست ، ولكن لم يشا القدر الا قتل عدد من جنود وضباط جيش الاحتلال ، وخاضت معركة بأسلحة خفيفة ضد ذخيرة واسلحة الجيش الصهيونى ، حتى استشهدت وكل طاقم العملية البالغ عددهم اثنى عشر عنصرا فدائيا ، ماعدا اثنين ، وجعلت منها الكاتبة شخصية مرجعية ، شاركت فى الحوار ، فكان لها دورها السردى ،  حين تحاورت مع ايلول ، وتحدثت عن بطلات الجزائر المناضلات تقول فى هذا السياق ( شعب مناضل ، لم يكف لحظة عن الكفاح ليعيش تحت ظل الشمس المشرقة ) وتسرد بطولات البعض من النساء مثل ، جميلة بو حيرد ، وحسيبة بن بوعلى  ، وجميلة بوعزة ، واخريات ، تقول عنهن ( عذابهن داخل السجون الفرنسية ، واجسادهن المصلوبة تحت اسلاك الكهرباء ، التى كانت تشد فى اثدائهن ، وفى مناطق اخرى حساسة من اجسادهن ، ولّدت فى نفسى القوة التى حولتنى من امرأة مهزومة ومكسورة الى بفعل التهجير الى امرأة صلبة كجميلة بوحيرد ، وقوية كمريم عتورة ، وذكية كزبيدة ولد قابلية ، وحازمة كفضيلة سعدان ).
ومن الشخصيات الغائبة التى لم تظهر فى متن الرواية ، ولا تشارك فى حوار ، ولكنها حاضرة كنموذج لشريحة من الفلسطينيين ڤى الشتات ، اياد عم ايلول الذى هاجر لاكمال دراسته وايضا زوجة الجد التى تناديها ايلول بالخالة اميمة ، نموذج لضحايا التهجير الى مخيمات غير آدمية ، فقد ماتت فى المخيم بسبب البرد الشديد ، بعدما اصيبت بمرض عضال .
ونموذج اخر ليهودية واجنبية تحب الفلسطينيين وتأنس لكل طقوسهم وحياتهم ، هى اوليفيا  زوجة بنيامين اليهودى المتطرف والمعادى للفلسطينيين ، وفى المقابل ايميلى اليهودية المتطرفة كبنيامين .. اذ ارادت الكاتبة بذكاء ان تفرق بين الديانة اليهودية السمحة  والايدولوجية الصهيونية المتطرفة المعادية . ومن الشخصيات الغائبة الحاضرة سالم والد ايلول ، وامها فدوى ، وشقيقها الرضيع ،
الشخصيات كثيرة وما اسلفت منها كان رصدا لبعضها ، دارت احداث الرواية فى عدة اماكن ، اهمهم فلسطين والجزائر ، وان كانت لفلسطين النصيب الاوفر قى فضاء الرواية ، اذ تروى الكاتبة مأساة الدمار التى لحقت بمدينة عكا الجميلة التى شهدت ابشع المجازر ، وتصف لنا جمال هذه المدينة قبل النكبة ، الطبيعة واشجار الزيتون الوارفة ، والربوة التى تطل على المدينة والمدن المجاورة ، وتذكر بنور تفاصيل الاحداث داخل الفضاء الجغرافى ، الذى تذكر منه غزة ، ويافا ، وحيفا ، وتل أبيب ، كما اخذتنا الكاتبة الى فضاء جغرافى اخر وهو ارض الجزائر  ابان الاحتلال الفرنسى ، وما شهده البلد الصامد من دمار على يد هذا المحتل ، وخاصة ( قسنطينة ، وسطيف ) ومن ارض الشتات ، اخذتنا الكاتبة الى سوريا ، وفرنسا ، واسبانيا ، وكان للأخيرة تفصيلا جغرافيا حين تجولت ايلول فى احيائها التاريخية ، وتذكرت كيف عانى سكانها العرب المسلمون / الموريسكيون تحت الحكم الكاثوليكي
غطت احداث الرواية منذ عام النكبة الى عام 1978، عام اغتيال غسان كنفانى . كما اشارت الى ما قبل النكبة ، فى طفولة ايلول .
اجادت الكاتبة فى وصف الاماكن والشخوص ، وغاصت فى اعماق شخصياتها ، التى اجادت فى وصفهم ، ووصف مشاعرهم .  
كما اتسمت الرواية بالمشهدية حتى ، لكأننا نرى المشاهد التى فصلتها عائشة بنور .
نبذة عن الاديبة الجزائرية عائشة بنور
– عائشة بنّور من مواليد 1970 م بولاية سعيدة ، قاصّة وروائيّة ، لها مؤلفات مطبوعة منها: – الموؤودة تسأل .. فمن يجيب ؟ ( مجموعة قصصية ) نشر دار الحضارة 2003 .
ـ مخالـب (مجموعة قصصية) نشر جمعية المرأة في اتصال 2004
ـ السوط و الصدى ( رواية) نشر وزارة الثقافة 2006.
ـ اعترافات امرأة (رواية)2007 نشر دار الحبر، تتصدرها مقدمة للدكتور موسى نجيب موسى (مصر) والباحث الناقد بوشعيب الساوري من المغرب.
ـ سقوط فارس الأحلام ( رواية ) 2009 دار نورشاد.
ـ سلسلة حكايات شعبية (الشيخ ذياب ـ لونجـا ـ بقرة اليتامى ـ بنت السلطان ـ الأميرة السجينة (عشبة خضار) ـ الفرسان السبعة والأميرات  وكلها مترجمة إلى اللغة الفرنسية