مدن الكتابة

1 - مطاردة
----------
منذ أن كنت فى رحم أمى
وأنا أشعر بأن أشخاصا يمشون ورائى
يتربصون بحركة خطواتى  
يتلصصون على نظراتى  
يراقبون لمنْ ابتساماتى
يسجلون رنات ضحكاتى
أتمهل .. يمهلون
أسرع .. يسرعون
عند كل زاوية يختئبون
لاهثة أبحث عن مأوى أقضى ليلتى
يعرفون كل شئ الا عنوان اقامتى
أنا  مطاردة
منذ أن كنت فى رحم أمى
من كل الأسلحة  مجردة    
أحن الى بيت دافئ
يمنحنى الهدوء والأمان والسكن
لكننى وباختيارى هاربة مشردة

2 - حرب
------------
منذ أن قذفنى رحم أمى
الى عالم شرب كل ما أعدته لارضاعى
وأنا
أقاوم مثل الجبال
من حرب الى حرب
ومن قتال الى قتال
أصوات تصرخ فى أذنى كل صباح وكل مساء :
" لا فائدة .. لا راحة .. لا معنى لكل الأشياء ..
ماذا تفعلين هنا ؟ .. لماذا تبقين أيتها المغفلة الحمقاء ؟ ...
أشباح ترقص على ايقاعات صاخبة
تدفعنى للقفز من الشرفة
وأجرى
أقع وأروح فى اغماءة طويلة
أفيق على سؤال حائر  
أيستحق العيش كل هذا العناء ؟

3 - يحدث كل مساء
---------------------------------
تنام عيون المدينة
وتستيقظ آهات قلبى
تفض الهدوء والسكينة
تصرخ الشهقات  فى صدرى
يعلو صوت البكاء
أمتطى برشاقة أحزان عمرى
فتهتز مجرات الفضاء
أشعر بالعطش والجوع
أرتجف من البرد والوحشة والذعر  
أتكور مثل الجنين
أريد العودة الى رحم أمى
رحلت وهى تدرك أننى
لا أشتهى حبيبا أو زوجا
لم أكن أريد من الدنيا
الا أمى

4 - مدن الكتابة
-----------------------------------------
هذا العالم ليس عالمى
هذه القوانين لا تناسبنى
هذه الأخلاق الفاسدة تنفرنى
هؤلاء الرجال يشربون دمائى
هل أفوز وحدى
ضد السلاطين والطغاة
وطواحين الهواء ؟
سأعتكف فى مدينة الكتابة
بنيتها بالعرق وكلماتى وبكائى


5 - امرأة بداخلى
---------------

بداخلى امرأة غريبة الأطوار
تصحو بالليل وتنام بالنهار
لا يؤرقها تقلبات الطقس
لا تهمها نشرات الأخبار  
ظل رجل لا يعنيها
تفضل عنه ظل الجدار
تنحت فى الصخر ملامحها
تشق طريقها كما الأنهار
تسكن أعلى  ناطحة سحاب
طوابق من القصص والأشعار
تسخر من ملذات البشر
كما الشمس مشرقة الأسراتفلسف بحكمتها  عبثية الأقدار
ترقص وتغنى ايقاعات المحال
تعيش على حافة الخطر
تموت واقفة كما الأشجار