مختارات من أشعار أبي نواس

دَعْ عَنْكَ لَوْمي فإنّ اللّوْمَ إغْرَاءُ ودَاوني بالّتي كانَتْ هيَ الدّاءُ صَفراءُ لا تَنْزلُ الأحزانُ سَاحَتها لَوْ مَسّها حَجَرٌ مَسّتْهُ سَرّاءُ مِنْ كَفّ ذات حِرٍ في زيّ ذي ذكرٍ لَها مُحِبّانِ لُوطيٌّ وَزَنّاءُ َقامْت بِإبْريقِها ، والليلُ مُعْتَكِرٌ فَلاحَ مِنْ وَجْهِها في البَيتِ لألاءُ فأرْسلَتْ مِنْ فَم الإبْريق صافيَة ً كأنَّما أخذُها بالعينِ إعفاءُ َرقَّتْ عَنِ الماء حتى ما يلائمُها لَطافَة ً، وَجَفا عَنْ شَكلِها الماءُ فلَوْ مَزَجْتَ بها نُوراً لَمَازَجَها حتى تَوَلدَ أنْوارٌ وأَضواءُ دارتْ على فِتْيَة ٍ دانًَ الزمانُ لهمْ، فَما يُصيبُهُمُ إلاّ بِما شاؤوا لتِلكَ أَبْكِي ، ولا أبكي لمنزلة ٍ كانتْ تَحُلُّ بها هندٌ وأسماءُ حاشا لِدُرَّة َ أن تُبْنَى الخيامُ لها وَأنْ تَرُوحَ عَلَيْها الإبْلُ وَالشّاءُ فقلْ لمنْ يدَّعِي في العلمِ فلسفة ً حفِظْتَ شَيئًا ، وغابَتْ عنك أشياءُ لا تحْظُرالعفوَ إن كنتَ امرَأًَ حَرجًا فَإنّ حَظْرَكَهُ في الدّين إزْراءُ

الخمر

أبو نواس " شاعر الخمر غير منازع"، و الخمر عروس شعره الحقيقية، و فيها تجلت عبقريته المجددة التي رفعته فوق السابقين و اللاحقين ،فكان من أشهر من قالوا فيها، و قد جعل لها في الأدب العربي بابا مستقلا كاملا . حيث قال : أثْـنِ علـى الـخَمْـرِ بآلائِهـا وَسَمِّهـا أحـسَـنَ أسْمـائِهَـا لا تـجْعَـلِ الـماءَ لَهـا قاهـراً وَلا تُسَلّطْهـا عـلـى مَـائِهَـا

وقال أيضاً: الشُربُ في ظُلَّـةِ خَمّـارِ عِندي مِنَ اللَذّاتِ يا جاري لا سِيَّمـا عِنـدَ يَهودِيَّـةٍ حَوراءَ مِثلَ القَمَرِ الساري تَسقيكَ مِن كَفٍّ لَها رَطبَةٍ كَأَنَّهـا فِلـقَـةُ جُـمّـارِ حَتّى إِذا السُكرُ تَمَشّى بِها صارَ لَها صَولَـةُ جَبّـارِ

المديح

* قال يمدح الأمين:

تتيه الشمس والقمر المنيـر إذا قـلنـا كـأنـهـمـا الأميـر فإن يكُ أشبـها منه قـليلاً فقد أخطاهـما شبهٌ كــثيرُ و نور مـحمدٍ أبداً تمـامٌ على وَضَــح ِالطـريقـةِ لا يـحـورُ

* وقال يمدحه أيضاً:

ملكتَ على طير السعادة واليمنِ و حزتُ إليـكَ الملكَ مقتبـل السن ِ لقد طـابت الدنيـا بطيب محمدٍ و زيـدتْ به الأيـامُ حسناً إلى حسن ِ ولو لا الأمين بن الرشيد لما انقضت رحى الدين، والدنيا تدور على حزن ِ لقد فك أغـلال العنـاة محمـدٌ وأنزل أهل الخـوف في كنف الأمن ِ إذا نحن أثنيـنا عليـك بصـالح ٍ فأنت كما نـثني، وفوق الذي نـثني وإن جرت الألفـاظ يوماً بمدحةٍ لغيـرك إنسـاناً، فأنت الذي نعـني

الزهد والتوبة يا رب إن عظمـت ذنوبي كـثرةً فلقـد علمتُ بأن عـفوك أعظمُ إن كان لا يرجـوك الا مؤمنٌ فبمن يـلوذ و يستجيـر المجرمُ أدعـوك رب كما أمرتَ تـضرعـاً فإذا رددتَ يدي فمن ذا يرحمُ مالي إلـيـك وسـيـلـةٌ إلا الرجــا وجميل عفوك ثم إني مسلمُ

في مدح آل البيت مطهرون نقيات ثيابـهـم تجري الصلاة عليهم أينما ذكروا من لم يكن علويا حين تنسبه فما له في قديم الدهر مفتخر والله لما برا خلقا فأتقنه صفاكم واصطفاكم أيها البشر فأنتم الملأ الأعلى وعندكم علم الكتاب و ما تأتي السور

* وقال أيضا يمدح علي الرضا

قيل لي أنت أوحد الناس طرا في فنون من المقال البديه لك من جوهر الكلام نظام يثمر الدر في يدي مجتنبيه فلماذا تركت مدح ابن موسى والخصال التي تجمعن فيه قلت لا أهتدي لمدح إمام كان جبريل خادما لأبيـه

الهجاء

قد مللناك فملي أكثري أو فأقليً قد مللناك فملي ما إلى حبك عود ما دعا الله مصلي قد وهبناك لعمري و تصدقنا بحمل لم يكن مثلك لولا سفه الرأي هوى لي أيها السائل عنها اسمع اللفظ المحلي شخصها شخص قبيح و لها وجه مولي و خفت عن كل عين و خفت عن كل دل و لها ثغر كأن ا لله غشاه بكحل تصف النكهة منها جيفة في يوم طل و تفلي حين تلقا ك لتحظى بالتفلي ردفها طست و لكن بطنها زكرة خل اشهدوا أني بريء