محمد معتصم في حوار مع الكاتبة المصرية ميرال الطحاوي

محمد معتصم في حوار مع الكاتبة المصرية ميرال الطحاوي

تقديم:

من مصر أرض الكنانة هل بدر ميرال الطحاوي بداية شهر يوليوز على أرض المغرب، للمشاركة في لقاء ثقافي يخص "المرأة والمكان" طبعا في الكتابة. وقد أصدرت الكاتبة إلى الآن ثلاث روايات هي على التوالي: "الخباء" و "الباذنجانة الزرقاء" و "نقرات الظباء". وقد لقيت رواياتها ترحيبا كبيرا لدى القراء والنقاد، كما ترجمت روايتاها إلى لغات حية في وقت وجيز. وللكاتبة متابعات ومشاركات في ميدان اختصاصها ومجال إبداعها.

في هذا الحوار تبرز شخصية الكاتبة، وأهم ما يمكن التأكيد عليه درايتها بمجال اشتغالها، وتواضعها الجم خلافا للكثير من المبدعين الذين يرون بأن ما يصدر عنهم منزه ولا يقبل النقص والنقاش ولا حتى النقد الصريح. والكاتبة تعترف في أكثر من موضع بأن الكتابة لديها هي الطموح لبلوغ الأجود. فالكتابة إذا ليست إلا الطريق إلى الهدف، ومحاولة تحقيق القصد والإصرار على تطوير الأدوات السردية، والحفر في الموضوعات المتصلة بالثقافة العربية؛ أي متصلة بالهوية.

وترى الكاتبة أن التفات المترجمين إلى رواياتها جاء نتيجة هذه الخصوصية التي لا تستسلم لإغراء الأجنبي ومغازلته، بل تتشبث بما يميزها ثقافيا وحضاريا. كما أن الحوار يتضمن رؤية الكاتبة الفاحصة والمنشغلة إلى قضايا عربية راهنة، مما يجعل منها كاتبة منخرطة في تشكيل الوجه الحقيقي والفاعل للثقافة العربية وكاتبة تقترح وجهة نظر للإسهام في فك الأزمة التي تولدت عن التحديات الجديدة ومتغيراتها.

وهنا نص الحوار:

1/ تحلمين بكتابة رواية تخلط بين الضمائر لتصير حالة. هذا ما تقولينه في مداخلتك بآسفي [المغرب]. هل يمكن توضيح ذلك أكثر؟

ج1/ منذ بدأت الكتابة وفكرة أن النص ذو الإحالات المباشرة نص لا تواتيني إمكانيته المباشرة، والمحدودة بل أطمح بنص تصبح قراءته هي إعادة خلق له، لا أقف مع فكرة الالتباس والغموض بل ضد الوضوح المفرط، والتحديد الذي لا يعطي أية احتمالات أخرى للقراءة، القارئ الذي أنشده ليس مجرد متصفح بل خالق، تجلت هذه الرغبة أكثر في روايتي الأخيرة [نقرات الظباء] والتي تدور المحاورات معي عن التباس الأم "هند" بالخالة "سهلة" ب "الراوية" التي تغيب نفسها عمدا كي تصير مجرد مستعرضة لصور قديمة، تحاول أن تملأ فراغات التاريخ السري للعائلة بالتخيل، والتحليل وربما جمع الحكايا الصغيرة، لتنسج منها حكاية أكبر، يمكن للقارئ أن يشارك معها في الربط والاستنتاج، قلت إن اليقين هنا في ما حدث بالضبط غير مهم، لأن العلاقات الإنسانية شديدة الارتباك، واليقين بأن ما حدث هو ما تقول الراوية تسلط لم أمنحه لها، فالراوي العالم هو راو لا يعجبني، فضلا عن أن حيلة التخيل وفتح الممكنات على الاتساع المطلق واستخدام "ربما" يجعل القارئ مع الراوي شريكان في لعبة الاحتمالات، هذا ما كنت أطمح إليه مضحية بالقارئ الذي يريد حكاية جاهزة وبسيطة ومفصحة.

2/ وتتلبسك الحكاية حتى تصدقينها. أي تجعلين منها واقعا. هل هذا معنى ذلك أنك تكونين حاضرة في النص بقوة تمنع الفصل بين الشخصية الروائية والراوي؟

ج2/ أقول إن تاريخي الشخصي ليس مهما ولا حقيقيا في ما أكتب، "السيرة" قد تأخذ أكالا كثيرة، منها أن تصبح "سيرة للروح" ، وسيرة "للحالة الوجدانية"، وكنت أرى نفسي في "فاطم" بطلة [الخباء]، ثم "ندى" بطلة [الباذنجانة الزرقاء] وقد أكون أو لا أكون "مهرة" أو "سهلة" قد أختار هذا الواقع لأعيشه حينا من الوقت. هذا الحضور لا يؤرقني ولا أتنصل منه لأن الكاتب الذي كان يؤكد في بداية روايته أو نهايتها أنها لا تمت له بصلة قد انتهى، وأيضا أتصور أن مخايلة ما هو سيري ليس عيبا أتنصل منه، لأن هذا الجزء السيري لم يمنع خلق كائنات وعالم روائي وأبطال كثيرين قد يتفاعل معهم القارئ أكثر من الراوي، وليس هناك أكثر من حياد البطلة الأخيرة "مهرة" التي تكتب سيرة عائلة من مجموعة صور وحكايا غائمة، وتحول بين يقينها المطلق في الحكاية بوعيها بأن ما يروى هو مجموعة تكهنات بما قد حدث.

3/ أسألك مرة أخرى إذا سمحت. هل هناك حدود عندك بين الحكاية والواقع أم أن الواقع هو الحكاية والعكس؟

ج3/ هل هناك حدود بين الواقع والحكاية؟ا

أتصور أن الواقع أكثر غناء من كل متخيل، وكل متخيل محكي هو ابن واقعه بشكل من الأشكال، المسألة هي أن الكاتب لا بد أن يكون له رؤية لواقعه، ورؤية لتاريخه ولتراثه هذا الوعي هو الذي يخلق نصا يماثل واقعه أو يستنسخه أو يسخر منه أو يؤسطره، أو يفارقه ليخلق معادلا أسطوريا له. كلها طرائق في الكتابة أغازلها كلها في نص واحد يحيل إلى الحقيقي ويتحدث عن واقع مجتمع قبلي وثقافة لا تستطيع أن تتعامل مع قوانين واقع جديد يفرض شروطه، وقد يحيل إلى شريحة صغيرة هم "بدو مصر" أو ترسم تاريخ عائلة تنتمي لهذه القبائل. الكاتب يصنع الحكاية – التي هي خلقه – ثم يقارب هذا المحكي الواقع حسب وعي الكاتب وموقفه الثقافي والوجودي.

4/ تنحو الرواية اليوم منحى مختلفا عن السابق. المرحلة الواقعية بأشكالها المختلفة. لكن من بين الواقعيات الجديدة في العالم العربي وفي مصر كذلك الواقعية الحلمية. وقد وضحت ذلك في دراسة ورأيت أن إدوار الخراط يمثل هذا التيار. وأنت هل يمكن أن نقول عنك أنك تكتبين أيضا ضمن الواقعية الحلمية لا الحالمة ؟ّ

ج4/ لا أريد أن أصنف ما أكتب ضمن أي صيغة حتى "الواقعية" بكل تفصيلاتها، ولا أمنح نفسي سوى حرية الكتابة التي تنتمي إلى "عالم خاص" ينتمي إلي وأكون قادرة على خلقه وعلى امتلاك تقنياته، وأعتقد أنني ما زلت أستطيع التجريب في أكثر من فضاء واقعي أو خيالي أو أسطوري ليست شهوة المحاولة فقط بل أيضا النص هو الذي يفرض على الكاتب المنطقة التي يكتب منها. وربما يكون النقد هو الكثر قدرة بعد فترة على تصنيف الكاتب وتقييم مشروعه الإبداعي.

5/ في "نقرات الظباء" يحضر المكان بقوة. ويصبح بمقام الشخصية الفاعلة. أي أنه مكون أساسي لا يمكن إسقاطه وإلا اختل العمل. والمكان الذي اخترته "الصحراء". لماذا هذا الاختيار؟

ج5/ في [نقرات الظباء]، الواقع قبلي والقبائل العربية ابنة الثقافة الصحراوية، المكان هو مكان ثقافي أكثر من كونه مكانا فيزيقيا والصحراء المطلقة لم تعد موجودة "إن الأماكن بناسها" كما يقول العامة، وأقول إنني أنتمي للثقافة القبائلية بكل الصيغ فأنا ابنة القبيلة التي تمردت لتصير كاتبة وأنا دارسة الأدب العربي، والمفتونة بالشعر القديم، والحقيقة أنني اكتشفت مبكرا أن هذه الثقافة القبلية ما زالت تسكننا، تسكن طرائق تفكيرنا وموقفنا من الوجود ومن "الآخر" ومن الزمن وحركته التي تسير ضدنا، وأن كل إشكالاتنا السياسية والاجتماعية تتخلق من أزمة أننا ما زلنا بدوا لكن بلا صحراء نتفاخر بأنساب لم يعد يحتفي بها أحد، وأمجادنا كلها بلاغية ونعيش حالة من رثاء الذات التي لا تستطيع وعي المعطيات والمتغيرات الجديدة.

6/ تنحدرين من الصحراء [البادية المصرية] وتحملين اسم "ميرال". ألم يسألك من قبل أحد عن العلاقة بينهما. حدثينا عن اسمك وعن معناه؟

ج6/ كنت أخجل من اسمي الذي يسألني الأطفال في مدرستي عن معناه فأخلق مترادفات تعجبني عن معنى لا أفهمه، قلت أنه "أنا" على أية حال حتى كنت في زيارة الناشر الألماني الذي ترجم روايتي [الخباء] و[الباذنجانة الزرقاء] ووجدت في رفوف العرض اسم ميرال بحجم كبير ظننت أنه كتابي، ولكنني اكتشفت أنه أحد كتب الكاتب التركي الكبير [يشار كمال] وهو بعنوان [ميرال] الذي يعني بالتركية "غزال صغير". أستطيع أن أعطيك بدائل أخرى ولا أعرف سوى أن أبي كان معجبا بمغنية تركية الأصل لها الاسم نفسه، وما زلت أقول أن اليقين حتى بمعاني الأسماء أمر لا ضرورة له.

7/ ما لفت اهتمامي في روايتك الأخيرة شيئان: الأول متصل الفكرة، أو بأطروحة الرواية. والثاني بالقدرة على الحكي. فالشخصيات لا تتفاعل، بل هي مجرد أرواح أو أشباح أو صور. والراوي [ة] هو من هو من يبث فيها الحياة بالتذكر وبالحكي عنها. هل هذا ما تعنينه بحالة التلبس؟

ج7/ بالفعل الرواية الخيرة تحاول أن تخلق من الصور في خزانة العائلة ومن الحكايا المروية التي تحمل قدرا كبيرا من التكهنات والتناقضات عالما أو سيرة لأسرة لم يكتب تاريخها أحد، عبر هذه الحيلة حاولت أن أعبر السيرية والصيغ المعروفة للحكي، وهي حيلة تنطوي على غموضها وعلى متعتها، إن السقوط في الحكي التاريخي ظل يؤرقني حتى وجدت هذا المهرب الذي هو حقيقي أيضا فنحن لا نعبر للتاريخ سوى بجمع الآثار وتقصي أثر العابرين. الصور هي الأثر، والحكايا هي المحكي الشفاهي المتناقض الذي يغزل نسيجه الخاص، والبطلة لا تدعي المعرفة، حتى معرفة ما حدث بين الأب والأم تلك الأم التي ظلت سرا لا يود أحد الإفصاح عن مأساوية ما حدث لها، وظل هاجس البطلة أن تحاول أن تفهم مما بقي منها ومن الآخرين لرسم الصورة النهائية الكبرى لهذه العائلة.

8/ هذا النوع من الكتابة يخترق حدود الكتابة الروائية، لكنه لا يتخلى عن القواعد العامة والأساسية. إذا سألتك مرة أخرى كيف تكتبين الرواية؟ وكيف تعرفينها إن كان ممكنا؟

ج8/ الكتابة الروائية أيضا تحتاج إلى حيل بنائية لتجديدها المحكي الواحد، والقصص متشابهة. كيف ترويها هو أزمة الكتابة في جيل وجد كل شروط الكتابة متوفرة ومكتوبة وقديما قالوا الألفاظ مطروحة في الطريق وتشكيل المعنى عبر طرائق جديدة سيظل هاجس كل كاتب، قد يستغرق الاعتراف بهذه المحاولات وقتا ليستقبلها الذوق القديم ويستقبلها القارئ، لكنها ستظل حق كل كاتب في أن يروي على طريقته هو. لا كما يروي الآخرون.

9/ تكتبين جيدا وتتحدثين عن تجربتك الروائية. وهذا شيء نادر. فهل يمكن أن نرى ميرال الطحاوي ناقدة أو منظرة مستقبلا؟

ج9/ أتصور أن الكاتب الكبير هو الكاتب المثقف، لأن الموهبة بلا ثقافة واطلاع تصدأ وتفقد كثيرا من وهجها. في العالم الأجنبي الكاتب مجرد محترف يجلس ليقرأ ويكتب الموهبة لا يمكن إنكارها لكن لا يمكن الاعتماد عليها وحدها، أحاول بوصفي دارسة للأدب العربي "الرواية العربية" أن أستوعب تجارب الآخرين وهذا ما يمنحني الوعي بما أكتب إلى حد ما ولا أتصور البحث الأكاديمي سوى وظيفة ممكنة، فأنا أعول على الكتابة وحدها لتمنحني وجودي. ولا أريد أن أكون سوى مجرد كاتبة فقط.

10/ عمق الرواية لديك يتجلى حسب رأيي في فكرتها وأطروحتها إلى جانب الحكي. تلك الفكرة التي ترى أن الموروث والماضي والذاكرة والعادات والقيم البطولية وأنماط الحياة الصحراوية كل ذلك يعيش اليوم أزمة تحقق وأزمة و أزمة وجود. وأن سيل التغيير جرف كل ذلك. فهل هذا ما تقصدينه فعلا في روايتك "نقرات الظباء" ؟

ج10/ لا أتصور أن هناك نصا يستمد جمالياته من تقنيات الحكي وحدها النص شهادة وغوص "أركيولجي" في عمق ما هو اجتماعي وسياسي ونفسي وتاريخي. أجتهد ليصبح كل مشروع رواية أكتبها يجتهد ليحفر في مناطق عدة وأبذل قصار جهدي لأطور وعيي الشخصي وعلى تثقيف نفسي بما يلزم النص.

لا أدعي أنني ولدت عارفة حتى بعالمي لأن فاصلا من الزمن مر وأسقط الواقع الذي أرصده وغيبه وأحاول أن أكتشفه مع الكتابة، فإن صادف هذا عمقا كما تصف عملي فهو ما كنت أطمح، وإن جاءت التجربة أقل مما طمحت فما زلت أواصل الحفر داخل روحي وعالمي لأنسج النص الحقيقي الذي أقصده. قصدت بالطبع في "نقرات الظباء" فهم ما هو قبلي، شخصية الأب تترك الكثير من الإحالات على منظومة العقل العربي ذي الإرث القبلي الذي يدير طواحين الهواء على طريقة تراجيدية، وأتصور أن واقعنا العربي يحتاج لمزيد من الحفر في ثقافتنا الصحراوية التي ما زالت تحكم كل علاقاتنا بالوجود، قول هذا على شاكلة خطابية أحاول تجنبه ليسفر النص عن غناه – إن كان يملك – عبر سياقاته الأعمق من السرد والحوار، إنها إحالة أوسع مما يحكى يقصدها – النص – بالطبع ويحاول عبر تفاصيله أن يرمز لها.

11 / من خلال تتبعي لعدد من الكاتبات في مصر وجدت أنهن يوظفن ألفاظا إنجليزية بكثرة. أذكر منهن تمثيلا "سمية رمضان" و "فوزية سلامة".. وأنت توظفين ألفاظا أرجح أنها صحراوية وعامية مثل [النسرة، المهاري، البدوان...]، إضافة إلى الشعر الفصيح والعامي. فهل لذلك غاية جمالية محددة أو أنه مجرد توظيف غايته مناسبة الكلام للمقام؟

ج11/ أنا ابنة ثقافتي، ربما تكون هذه ميزة أو عيبا، لا أعرف؟؟ ومفتونة بالتراث العربي القديم ونصي يحتفي بهذا إلى جانب ما هو شفاهي وشعبي أيضا وكل "نص" يستدعي عالمه بكل ألفاظه ودلالتها، ربما لو حاولت الكتابة عن تجربة أخرى الاغتراب مثلا أو التعددية الثقافية لتمثلت حالة أخرى، ما زلت أرى أن اللغة غاية جمالية يقصدها الأدب في عمومه. وأرى أن الجملة هامة، والتراث، والعالم الحكائي أيضا من ضرورات التجربة الإبداعية، حتى في روايتي السابقة "الباذنجانة الزرقاء" والتي قصدت حالة إنسانية أخرى كان التناص مع التراث متمثلا في "طوق الحمامة" لابن حزم والاحتفال بالحكي الشعبي حاضرا في النص، هذه طريقة في الكتابة تخص ثقافتي ولغتي ولا أعمل على التنصل منها ولا أستطيع أن أعتبرها "ميزة" فهي أكثر حضورا في تكويني الشخصي من فكرة الاستلهام أو النبذ، ونص يقرأ على أنه كتابة عربية ولا يغازل أهواء الآخرين، فليس الغرب ولا المتلقي الأجنبي حاضرا بأي صورة. فإن صادف احتفاء الترجمة به فأعتقد أن كل الأمم تبحث في هوياتها من خلال الكتابة.

12/ هل يمكن أن تندرج روايتك من حيث الموضوعة وأطروحتها، هذه المرة ضمن رواية الأصول وإحياء الأمجاد؟

ج12/ يمكن أن تندرج تحت أي مسمى، أهتم فقط بأن تليق بشرف الكتابة والإبداع، لا الثرثرة المطلقة أو استنساخ أعمال الآخرين.

لقد كنت وما زلت أحاول فهم "ذاتي" بالكتابة، وفهم هذا العالم الذي أنتمي إليه وأتصور أن ذلك لا يمكن إلا بالحفر في ما هو تاريخي واجتماعي، في البحث عن تلك الأصول، لا لرثاء ما فني، أو من فني، بل لإعادة قراءة الواقع في ضوء أكثر وعيا بما هو كائن، واقعنا العربي هو خلق واقع تأزم منذ زمن بعيد، وهو ما زال يحوي عوالم فناءه ولم يستطع تجاوز مأزق التغير ولا استيعاب ما حدث الرجل الذي كان يوقد ناره على الطريق الربع لتمر عليه القوافل وتقول أن نار آل فلان لن يطفئها الزمن هو خبرة العجز عن وعي المتغيرات على طريق إسفلتي تدب عليه السيارات بجموح الحضارة، والقوافل ضلت طريقها على طرقه.

لا أحفل بإحياء الزمن لفكرة إحياء الماضي بل ربما لأن هذا الماضي ما زال يسكن أرواحنا بكل ثقل أعبائه.