ما عدت نفسي

ما عدت نفسي

،أصبحت هُم

كما الرصيف رفعت ثقل الخطايا عن طريقهم

..ومضيت، أقتص آثار الماضي

!حتى تهت، وتاهت  بداخلي أفكاري

في صحراء الآهات، أوقعني ظمأ الخذلان

وسط جب الهو (الأنا السفلى)، تشربت نسائم قلبي قسوتهم

فانزلق جسدي المخمور في الهاوية

..ليَنظُر نفسه وسط مرايا نرجسية

 

ما عدت نفسي

،أصبحت هُم

أدميت المُحب بعدهم، ماقتلته

عذبته، وتفننت في تعذيبه

جعلته يبكي، يطلب السماح بغير ذنب ولا إثم

ينزف، ينوح، يرجو

جعلته يعيد تجسيد مشاهد سابقة لي

بكل صدق، بكل عاطفة

كسرته عاطفته، فلا هي أنقذته مني

ولا هي أسعفتني على النهوض من ركامي

لم أكن أرى صورته، رأيت فيه صورهم

ورأيتني شبحا، لاينتمي

لا إلى البراءة عدت، ولا إلى سمو العفو ارتقيت

 !غيّبتني

 

ما عدت نفسي

،أصبحت هُم

في كل ليلة أُسائلني متى اقتحم الخريف بيتي ؟

متى تحولت شموع الحب إلى لهب يضرم وسط زرعي ؟

متى وهبت للشيطان أجنحتي ؟

ونصبت لخرافي مصيدة، أثني عليها ذئاب الغاب

ساعة ما أقبلوا عليّ جائعين ؟

أسأل وأُسائل في كل ليلة نفسي

هل من فروق أفصل بها بيني وبين جلادي ؟

هل كنت أنا المجني عليه أم الجاني ؟

ومع كل مطلع شمس احترقت معها روحي

عدت إلى نقطة الألم، إلى موضع المفارقة

!فما عرفت نفسي، ولا عرّفتهم بأنفسهم

ولا حتى أطلقت سراح ضحيتي

التي وعدتها بحب

!يشبه الحلم  ساعة ما عانق مساؤه الدافئ أفئدتي