من مجموعة طي الخيام

لمعة عينيها واستدارة صدرها واني اتذكرها في النوم واليقظة

 عندما رجاني أن أحضر لشقته هذا المساء لأنه يحتاجني بالفعل، لم ألاحظ ارتجاف يديه، وهروب عينيه الدائم إلى الأرض، وقلت إن المسألة لن تتعدى – بأي حال – مشاجرة صغيرة مع زوجته، وباعتباري صديقه وصديق زوجته من الدراسة فمن حقه أن يلجأ إليَّ في مثل هذه الظروف، ومن واجبي أن أكون في شقته هذا المساء.
ولكن عندما واجهتني بابتسامتها وقميصها المفتوح– الذي تكسر به عيني في كل مرة أزورهما – على باب الشقة، وأخبرتني أنه ينتظرني، أو ينتظرانني، طار احتمال المشاجرة، وأحسست أن ثمة مؤامرة تحاك أو حيكت بالفعل. ولا بد أنها أخت زوجته التي حدثني طويلا عن مزايا الزواج منها.
قابلني بسروال قصير و"فانلة" داخلية بدون أكمام، وطلب أن أغيّر ملابسي حتى أستريح فسأبيت معهما الليلة، وفهي ليلتي، وهو مشتاق إليّ جدا، وأحضر كمية كبيرة من الطعام خصوصا اللحوم، فهو يعرف أن البدو يعشقون الثريد، وابتسم حين أضاف: وامتطاء العبيد، وراح يتغزل في شهامة البدو وكرمهم النادر الذي حافظ عليه تمسكهم بالصحراء، وابتعادهم عن المدينة التي يختلط فيها الصالح بالطالح، وأعلن ندمه على سخريته من عاداتهم وتقاليدهم التي لم يفهمها سوى الآن.
حين ارتديت سرواله القصير ألح أن أجلس بجانبه، وأخذ ينظر إليَّ بشكل محير جعلني أترك الأمور تسير كما تشاء دون توقع مني، أو استعداد لرد أي فعل، ولكن عندما راحت يداه تتحسسان كتفي وصدري ومناطق أخرى، أيقنت أن المؤامرة ليست أخت زوجته ولكنها بالتأكيد هو.. وتذكرت أبي حين كان لا يخجل ويأمرني بأن أهيّئ بقرتنا جيدا، بينما هو يدلِّك ذَكَرَ الثور كي يفعلها مرة أخرى رغم أن الأولى كافية لإنجاب قطيع!!
لا أعرف لِمَ خضعت له تماماً كما خضع الثور لأبي، ربما لأنه صديقي، وربما لشهامة البدو التي غالبا ما تكون بلهاء، أو ربما لعقدة الذنب التي تلازمني وتشعرني اني المسئول عن اي شئ.
بينما أنا غارق في البحث عن سبب مفهوم لما يفعل، قال فجأة: كنت أعرف أنك على ما يرام، ولكن اعذرني فهذا من أجل ولدي الذي أريده من صلب جيد .
منذ أصرَّ على أن أرتدي ملابسه الداخلية، وأن أبيت معهما وأنا مهيأ لاستقبال أي شيء. المدهش حقا هدوءه، وبساطته في الحديث، وصلابته عندما أرجع سبب عدم إنجابهما إليه هو، وبما أنّني صديقه الوحيد عليَّ أن أكون شهمًا في أداء هذه الخدمة البسيطة لهما.
وطلب أن أتخيل أني أمارس الجنس مع أي واحدة تعجبني عدا زوجته أو أن أشاهد فيلما أحضراه لي خصيصا، وبمجرد أن أتهيأ تماما لمرحلة الذروة أستلقي على ظهري، ويربطان عيوني، وسيتوليان الباقي، وحذرني من أن أتذكر زوجته، وأن المسألة أداء واجب، ويجب أن لا أخونه، وأكون على مستوى المسئولية.
وكنت على مستوى ثقته بي، كنت شهما بالفعل في كل شيء حتى استلقيت على ظهري، وعندما ربطت زوجته العصابة على عيني تذكرتها هي ولا أحدًا سواها، تذكرت لمعة عيونها وملمس نهديها واستدارة أردافها وأنني أستحضرها كثيرا في المنام واليقظة.