لأنه الليل

اتعرفين لماذا الصبح ينبلجُ؟

من رحم ٍ ليلٍ يقاسي العتم مضطربا

 

تقولُ: أعرفُ أن الصبح في ألقٍ

يخطو ليصلح ما في القلب من عطبا 

 

وكذا يزاح ثقيل الهم من قلبٍ

من بعد ان يؤتى الفؤاد بمن أحبا

 

نعم ولكن عذاب الليل يسكنني 

ما اظلم الضوء إذ من بطشه هربا

 

جربتُ أن اسمع الآناتِ في وجعٍ

لكل من مر بليل الحزن واكتئبا

 

ألقى إليه من الأوجاع أكثرها 

وغدا يفتش عن صبحٍ به هربا 

 

ما اوجع الليل إذ في صمتهٍ قلقٌ

حمالُ أسرارٍ ، دمع فيه انسكبا 

 

وللوفاء عهود بات يحملها 

في كل يوم اذا ما نوديَّ اقتربا 

 

من يظلمون سواد الليل لو عرفوا

بأنه اسوّد  في أحزانهم سببا

 

وطغى السكوت على ساعاته قصداً

كي يسمع الآه من قلبٍ به احتجبا 

 

تراني اليوم إذ في صفه أقفُ

ف لأني قرأت من أسراره العجبا