قصيدة مهداة الى أمى نوال السعداوى فى ذكرى الرحيل الثانية 21 مارس 2021

كانت أمي - قصيدة بقلم د. منى نوال حلمي

مع تقدم العمر
أنظر الى أمى فأرانى
أنظر الى نفسى
فأرى أمى
مع تقدم العمر
أصبحت أشبهها
الخصلات البيضاء
الروح الساخرة
 الزاهدة فى الأشياء
   مع تقدم العمر
تذوب الحدود بينى وبين أمى  
أصبح لى فصيلة دمها النادرة
ورنة ضحكتها الغامرة
قلبها العفوى الطفولى
رقتها المفعمة بالصلابة
حيوية قتلتها أخطاء الأطباء
قلمها العاشق لشدو الكتابة
مع تقدم العمر
تبادلنا الأدوار
أصبحت ابنتى  
ولم تعد أمى  
حزنها حزنى
أمدها بأفراحى المشكوك فى أمرها
وهمها أصبح همى    
 الآن ألتفت حولى
فلا أراها ولا أسمعها
أشياؤها الحميمة موجودة
وهى غائبة أين ذهبت ؟؟
أين اختفت ؟؟
بحثت فى كل مكان
بعناء ودون جدوى وبكاء
كانت فى كل مكان
واختفت من كل مكان
لكل منْ يهمه الأمر
ابحث  معى عن أمى
لكل منْ يعنيها الأمر
ابحثى معى عن أمى
ممشوقة القلم والقوام
 والكرامة والأحلام
فاتنة سمراء بشَعر لون الثلج
خطواتها رشيقة تقفز الى الخطر
عينان يقظتان تلمعان بلون الليل
تضيئان النصف المعتم من القمر
لن تخطئوها
فهى لا تشبه أحدا الا نفسها
ان وجدتوها
أخبروها أن ابنتها الوحيدة
بالألم تنزف
الى أحضانى أرجعوها
الى قلمها وسريرها
الى ابنها ومعطفها الأزرق
من رحمها جئت
لكنها كانت طفلتى