سيِّدةُ البساتين

وكما الزُّهور تحنُّ للنَّسماتِ
كم حنَّتْ إليكِ فـعجِّلي 
أهْلُ الهوى
أدرى بأحوال المساكينِ
رغْم المسافاتِ التي امتدتْ ؛
فـطيفكِ أنتِ تفسيرٌ لأحلامي
وكالأوطان يكفيني
فالقلبُ قد يُخفي هواكِ ،
وحالهُ
لكنَّ لحْظي فاضحي
كمْ ودَّ تقبيلَ الرَّياحينِ
ذاك الهُيامُ وجدتَّهُ حولي على الصَّفحاتِ...
أمْ نيلٌ تراءى،
أمْ نُجيْماتٌ ستطويني ؟
وأمرُّ قُرْبكِ مُولعًا
قد شدنَّي التَّحنانُ ،
أو دفْءُ العناوينِ
وكأنَّ قافيةً تُشكِّلُ خافقي
وصبابتي
قبل الشَّرايينِ
أنتِ التي
لو جفَّتِ الكلماتُ في صحْرائها
من بئْرها أسقي
ظِمَاءً للمُحبِّينِ
أنتِ التي
جعلتْ مِنَ الضَّحكاتِ...
عائلةً ستأويني
أنتِ التي
دومًا أراكِ إذا التفتُّ
فلا أفيقُ،
وهل يفيقُ الشِّعْرُ من إطنابه ،
والحرفُ مسْكونٌ ؟
 فـلو أقْبلتُ رُدِّيني
 
جُرْحي قديمٌ غائرٌ
فالرِّيحُ تدركُ دائمًا سِرَّ الطواحينِ
 
أكذا المريدُ مُتيَّمٌ ؛
ويهيمُ كالمجنون في كلِّ الميادينِ ؟
أنتِ التي
جعلتْ فؤادي للفراشاتِ المهيضةِ ملْجأً للعِشْق...
في كلِّ الأحايينِ
الجذْبُ أصبح لا هروب أمامهُ
وبنى مجازًا قد غدا
يحييكِ - يا عمري - و يحييني
أنا إنْ نسيتكِ في سطورٍ
ما نسيْتُ ؛
فأنتِ مُلْهمةُ الدَّواوينِ
وأخال طيفكِ باسمًا حولي
وفي حلِّي، وترحالي،
وفي كلِّ الجهاتِ،
أراكِ ناشبةً
بتكويني
سيظلُّ حبُّكِ في الشِّغافِ،
ولا سواهُ ؛

فأنتِ سيِّدةُ البساتينِ.