سمكةٌ تطيرُ في السماء" شعر: مؤمن سمير .مصر

( ظِلٌ مثقوب)

على فمي قبلة

كانت شظيةً في يومٍ قريب..

سأمسكُ بها في منقاري

وألحق بظلِّكِ يا أمي..

(نلمعُ في الليالي)

دائماً ما تجد زجاجاً مكسوراً

بجوار الحوائط و الأسوار

حوافه مسنونةٌ

وجاهزة للخدش والذبح..

هذا الزجاج يحزن بصدق

إذا حاذاه الأطفال أو ركلوه مثلاً..

لا يدرك المجانين أنهم بهذا

يستثيرون طاقة الشَرِّ داخله

و عندما يهل المساء

سوف تنقشُ القطعةُ الغاشمةُ قِصَّتها

على جِلْد أحدهم

ثم تأخذ نَفَساً عميقاً وتغني

"أنا الوحيدةُ هنا.."

ليصفو دمعها إلى ضوءٍ خام

علَّ سفينةً تلتقط الإشارة

وتُذَكِّر عيون الأسماك الزجاجية

بأن لها أخوةً

يذوبون في هذه الدنيا

ويطيرون كالغبار..

( نصفُ نافذتي)

نصفُ نافذتي صحراءُ ظالمة

ونصفها شجرٌ و نخيل..

نافذتي تكذب

وأنا أحيا لأنها مازالت تكذب..

(أيامنا)

صرخَ الجَدُّ وقال أَمْسِكوها، اقبضوا عليها

حتى يراها الجميع، هذه سمكةٌ تطيرُ وسط السماء..

قلنا إنها طائرتنا الورقية يا جَدِّي..

فانزوى الجَدُّ و صَمَت.

صرخ الجدُّ وقال انتبهوا، صندوقٌ ملون يدورُ

في السماء وسوف يسقط عليكم حتماً..

قلنا إنها قبلاتنا و أحضاننا المختلسة يا جَدِّي..

فانزوى الجَدُّ و صَمَت.

صرخ الجدُّ فرحاً.. انظروا، هذا أنا أيها الأحبةُ..

أطيرُ في السماوات و أَلِفُّ البلاد كلها..

سَلَّمْنَا على الجَدِّ وودعناهُ..

وانزوى كلٌّ منا و صَمَت..

( أبي)

حدوتة صغيرة

يصالحُ بها أطفالي

أرنب النوم الهربان..