دو .. ري .. مي .. فا .. صول .. فيروز

أهواك اليومَ كما تهوى الموجةُ شاطئَها
وكما يهوى النهرُ مصبَّهْ
أهواك الآنَ، وأسمعُ صوتَك يأتي ..
يأخذُني بين يديه
ويصعدُ بي ..
نحو فضاء تُكتب فيه أغان فيروزيّةْ
ويعرّج بي ..
نحو زمان يُكتب في لوحات موسيقيّة
أتموسقُ في ذبذبة الصوت
أشيرُ إلى كلّ بحار وأنهار العالم:
ـ "لن تبكوا بعد اليوم .."
أشيرُ إلى كل حجار الطرقات
إلى كل حواسّ الإنسان:
ـ "زمانٌ مكتوبٌ بالموسيقى ..
سوف يجيء .."
من أيقنَ منكمُ أنَّ الإنسانَ مُسَيَّرْ
سوف يعيشُ مع الموسيقى أبدا
سوف يغنّي معنا زمنا
"شط اسكندرية ..
يا شطّ الهوى
رحنا اسكندرية
رمانا الهوا"
من أيقنَ منكمُ أنّ الإنسانَ مُخَيَّرْ
فسيختار زمانا قدسيا
مكتوبًا في لوحات موسيقيّة
"لأجلك يا مدينة الصلاة
أصلى ..
لأجلك يا زهرة المدائن
يا قدس"
وسيختارُ مكانا في شكل حروف السلم
أهواك الآنَ وألمحُ أحبالَك تشدو
فتسيلُ الأشياءُ على الأشياء
وأبصرُ شفتيك الحانيتين على الدنيا
ترسمُ لحنًا فوق جبيني
أتحوَّل أنغاما تسري في الليل
إذ "سكنَ الليلُ
وفي ثوب السكون تختبي الأحلام"
تدورُ الأرضُ على أنغامي
وتسيلُ الشمس على أعتاب الليل
فيُجذبُ كلُّ الكون إلينا
تجلسُ فيروزُ على عرش الموسيقى والألحان
وندورُ صعودا نحو السلم
نبدأ زمنا مكتوبا بالـ:
"دو
ري
مي
فا
صول
فيروز".