خيري شلبي الفائز بالجائزة التقديرية في الآداب: تكريم الدولة للمبدع يجعله يشعر بالرضا

شريف الشافعي - جريدة الرياض

أضاف الكاتب الروائي الكبير خيري شلبي جائزة جديدة إلى رصيده الغني بالإبداع والحافل بصور التكريم المختلفة، حيث حصل - عن مجمل أعماله الإبداعية - على جائزة الدولة التقديرية في الآداب التي يمنحها المجلس الأعلى للثقافة في مصر. وكانت آخر الجوائز الكبرى التي حصل شلبي عليها هي جائزة نجيب محفوظ للأدب الروائي لعام 2003 التي ينظمها قسم النشر بالجامعة الأمريكية بالقاهرة وذلك عن روايته «وكالة عطية». وقبلها بأشهر قليلة كان خيري شلبي قد حصل على جائزة التميز من المجلس الأعلى للثقافة عن مجمل أعماله الإبداعية في القصة والرواية والنقد والسيرة وخلافه، كما جرى تكريمه في افتتاح الدورة الخامسة والثلاثين لمعرض القاهرة للكتاب 2003 عن عمله الروائي «صهاريج اللؤلؤ».

وكانت مؤسسة «أمباسادورز» الثقافية الكندية قد رشحت الكاتب خيري شلبي لنيل جائزة نوبل في الآداب، وذلك عن كافة إبداعاته الروائية والقصصية التي تمت ترجمة كثير منها إلى لغات أجنبية متعددة من بينها: الإنجليزية والفرنسية والإيطالية والروسية والصينية ولغة الأوردو، على اعتبار أنه وثيق الصلة بمبدعين عالميين كبار أمثال تشيكوف وتشارلز ديكنز ونجيب محفوظ الحائز على نوبل في عام 1988.

وفي حديثه ل (ثقافة اليوم)، أعرب الروائي الكبير خيري شلبي عن سعادته العميقة بفوزه بجائزة الدولة التقديرية في الآداب، وقال شلبي: إن جائزة الدولة التقديرية هي تكريم رفيع من الدولة، الأمر الذي يجعل المبدع يشعر بالرضا عن إنجازه الإبداعي طوال سنوات عمره. وأضاف شلبي قائلاً: إذا كان البعض قد رأوا أن الجائزة قد تأخرت بالنسبة لي، فإنني أتصور أنها قد جاءت في وقتها، وأرى أنها هي الأكبر والأفضل فيما حصلت عليه من جوائز وصور تكريم مختلفة من قبل.

وأشار خيري شلبي إلى أن ترشيحه للجائزة قد جاء عن طريق اتحاد كتّاب مصر، وقال إنه استحق الجائزة بإجماع الأصوات، وأضاف: لا شك في أن إحساس المبدع بأنه يجني ثمار جهوده هو إحساس رائع، فسنوات المكابدة والكتابة لم تضع سدىً، وقاعدة القراء الكبيرة هي التي تأتي بالجوائز إلى المبدعين.

ويعد خيري شلبي من أبرز وأغزر الكتاب المصريين والعرب إنتاجاً، حيث قام بتأليف أكثر من 70 كتاباً في الرواية والقصة والنقد وشؤون الشعر والمسرح وغيرها. وهو أحد أشهر كتاب الرواية والقصة من جيل الوسط في مصر، وقد ترجمت مؤلفاته إلى لغات عالمية متعددة، وتناولها بالدرس والتحليل أساتذة وأكاديميون في جامعات مصر والسعودية وألمانيا وبريطانيا وغيرها من الدول، ومن أعماله: «اللعب خارج الحلبة» (1971)، «الأوباش» (1978)، «رحلات الطرشجي الحلوجي» (1983)، «الشطار» (1985)، «الوتد»، «فرعان من الصبار » (1986)، «أولنا ولد» (1990)، «موال البيات والنوم» (1991)، «ثانينا الكومي»، «موت عباءة» (1993)، «لحس العتب» (1994)، «ثالثنا الورق» (1995)..، وغيرها. فضلاً عن كتابته لعشرات الدراسات والمقالات والسيناريوهات للتليفزيون والإذاعة والسينما. وقد قام خيري شلبي بكتابة السيناريو والحوار لبعض السهرات التليفزيونية في الستينيات من القرن الماضي، فضلاً عن كتابة سيناريوهات حلقات برنامج «حياتي» الدرامي في بداياته.

كما كتب للإذاعة المصرية سيناريوهات عشرات المسلسلات، من أشهرها مسلسل الأيام للدكتور طه حسين من إخراج إسلام فارس. وقد تخرج خيري شلبي في «معهد السيناريو» والذي صار «المعهد العالي للسينما» فيما بعد، وتحولت بعض رواياته إلى أفلام سينمائية، ومنها: «الشطار» للمخرج نادر جلال والسيناريست بشير الديك، و«سارق الفرح» للسيناريست والمخرج داود عبد السيد، كما كتب للتليفزيون في السنوات الأخيرة مسلسلات درامية، منها: «الوتد» و«الكومي».