"خاتمٌ من أجل "نائلة

إلى: نائلة بنت الفرافصة

جَلبةٌ
سيوفُ خوارجَ
وبعضٌ من "رجاء النقّاش"
:
هيستريا الوداعِ
في غرفتي الشرقية،
فيما الغريبُ
يقطعُ السماءَ فوق المحيط
كي يضعَ الخاتمَ
في إصبع الجميلة.

ليس المالُ
بل اقتسامُ القروشِ
من أجل شراءِ الحلوى والبطاطا
فوق "كوبري عبّاس"،
ليستْ هجرةُ الطيرِ
بل البرودةُ
التي تجعلُ الوردَ يجفُّ
بين أصابعنا.

هنا يا حبيبي
ضاع خُلخالي
هنا انفرطتْ جديلتي وغابتْ وردتُك،
وهنا
تصعدُ فقاعةٌ من فم سمكةٍ
صوبَ صفحةِ الماءِْ
ترتسمُ دوائرُ
يحفُّها طائرٌ يعرفُ كيف يرسمُ ظلَّه بحنكةِ التأثيريين
وبلاغةِ الغواة،
يتلخبطُ وجهُ النهرِ
وترتبكُ الفرشاةُ في يدِ الله
لكن أسئلةَ "جوجان"
تكتملْ.

وهناك
هبطَ القامشليُّ من هضبةِ الشامْ
كي يسرقَ الوردةَ من فلاحي كمشيش
في غمرةِ انشغالِهم بإعداد القواريرِ والأكفانِ والكتّانِ البريّ
لاستقطارِ العطرْ
مع هذا
ترفعُ سبابتَكَ مُحذِّرًا،
كلما أخبركَ المارَّةُ
أنني
منذورةٌ للفناءِ داخلَ معطفي،
قائلا:
"البطءُ سيّدُ الأخلاق"
فيما الولدُ الواقفُ في آخرِ الصفِّ،
المتـأخرُ أبدًا،
يعلمُ أن الزمنَ
بُعْدٌ رابع.

تنظرُ بغتةً إلى ساقِكَ
أنظرُ بغتةً إلى معصمي
في كليهما يحترقُ الآنَ عصبٌ دقيق،
تلتقي عيونُنا
نحدّقُ في البعيد،
ثم تمسِّدُ رسغي بقطعةِ ثلجٍ
جلبَها النادلُ كي ينامَ الوجعْ،
ربما
لم أتعلّمْ كيف أحملُ الألمَ الطيّبَ
بصبر الرهبانْ
لكنك لم تنتبه إلى منبعِ الحريق
ليس هنا
بل هنا !

لا شيءَ في كفي يا حبيبي
هي مضمومةٌ بأثرٍ رجعيّ
تكفيرًا عن الخروجِ مبكرًا من رحمِ أمي
أما أصابعي المبتورةُ
فلم تزل مُعلَّقةً
على قميصِ عثمانْ.


القاهرة / مارس- أبريل 2005