حظك فى أصابع قدميك

هل يستهوى بعضكم النظر إلى أجزاء معينة من الجسم؟ هناك من يستهويهم النظر إلى العيون أو الأنوف أو الأذن. سمعت ببعض ممن يمعنون النظر إلى الكفوف و أصابع اليدين. لكننى تعجبت كثيرا عندما صادفت من هم مولعون بتفحص أشكال  القدمين وأصابعهما. والحق أن تلك الدهشة لم تكن بسبب سماعى بتلك الفئة لأول مرة، فأعترف أننى منذ صغرى كان لدى هذا النوع من الفضول ولكننى دهشت عندما عرفت أن هناك ملايين على شاكلتى! قد يكون طبيعيا أن تحملق فى ملامح الوجه لأنه مفتاح هيئة الإنسان، لكن فيما يهم الجزء السفلى الذى عادة ما تخفيه النعال والأحذية؟
أعترف هؤلاء أنهم يخجلون من ذكر هذا النوع من الولع على الملأ، غير أنهم لا يعرفون بالتحديد السبب الذى يدفعهم إليه. فبينما ينظر بعضهم إلى الوجه ليستشفوا منه شكل أصابع القدمين، يمعن البعض الآخرالنظر فى شكل هذه الأصابع ليخرجوا منها بتصور لشكل الوجه! يقولون إنه فى أغلب الأحيان تصدق توقعاتهم، فالطب قد أثبت ارتباط أصابع القدمين بجميع المراكز الحساسة فى الجسم، ولذا فإنها قد تكون ذات مغزى فى قراءة الشخصية. ولكن كان غيرهم أكثر واقعية فقالوا إن شخصية الإنسان ما هى إلا تراكمات نفسية متغيرة قابلة للنمو والتطور فكيف نقارنها بشكل أصابع القدمين الثابتة، فلا يمكننا أن نتجاهل الوسائل التقليدية فى معرفة الشخصية كالمعاشرة و اختبار السلوكيات ونركز على القدمين!
أول ما فتح الباب لهذا النوع من الجدل كان ظهور بعض ممن أدعوا القدرة على قراءة طالع الإنسان أو تحديد شخصيته عن طريق قدميه أو أصابع الأقدام. وطبعا جذبوا إليهم هؤلاء المولعين بالأصابع، الذين قالوا: ولِم نكذبهم إذا لم يكن هناك دليل على صحة قراءة خطوط كف اليد التى عرفناها عبر آلاف السنين! فالقدمان، كاليدان، جزء من كيان الإنسان المادى فلم لا يكمن فيهما الطالع؟!
لكن لم يخل ما باح به قارئو الأقدام من طرافة، وكان أشهرهم الإعلامى الهولندى (إمرى سموجى) الذى عكف هو وزوجته لعدة سنوات على تأمل أصابع الأقدام على الشواطئ وفى النوادى الصحية والحدائق العامة. يشير سموجى فى كتابه ( قراءة أصابع الأقدام) إلى أن أصحاب الأصابع المعوجة ليس لديهم القدرة على تحمل الضغوط ولذا فهم يلزمون الحياد فى أغلب الأحيان. الأصابع ذات الأحرف المستديرة غالبا ما يتحلى أصحابها بالكياسة والدبلوماسية، هذا فيما يلزم أصحاب الأصابع ذات الأحرف المدببة المباشرة فى معالجة الأمور. لو كان طول الإصبع الأوسط فى القدم اليمنى يفوق نظيره فى القدم اليسرى، فيعنى هذا أنك طموح لأقصى درجة. أما نفس الظاهرة فى القدم اليسرى فتعنى أنك مرهف الحس و لديك القدرة على التعامل مع أشياء عدة فى آن واحد وأن ذهنك غالبا ما يكون مشتتا بين ما تفعل وما تنوى فعله فى اللحظات القادمة. هذه بعض أمثلة مما ذكرها سموجى فى كتابه الذى يجزم أنك لو استطعت أن ترسم خطا خياليا بين إصبع قدمك الأصغر والأكبر فإنك إنسان منظم و تقوم بأداء واجباتك. الفراغات بين الأصابع تدل على التردد و البطء فى رد الفعل، أو أنك شخص تفضل التأكد من المعلومات قبل البوح بها. لو كان هناك خطوط مدببة فوق ظفر الأصبع الأكبر فى كل قدم فذلك يعنى أنك عانيت عاطفيا.
(جان شيهات) شابة من إسكتلندا تقوم بقراءة كف القدم نظير 160 جنية استرلينى فى حفلات خاصة، ما قد يدل على الاعتقاد فى الأمر الذى أبرزته دراسة بريطانية سلطت الضوء عليها إحدى القنوات التلفزيونية. أشارت الدراسة إلى أنه إذا كنت من أصحاب الاقدام العريضة فهذا يعنى بانك تتمتع بشخصية نشيطة وتجد صعوبة في عدم القيام بأى شىء. الأقدام الضيقة يطلق عليها اسم (أقدام الاميرات)، وصاحب هذا الشكل من الأقدام يكون أكثر سعادة إذا ما جلس وجعل الآخرين يخدمونه، ويتميز بالقدرة على تكليف الآخرين بما يحتاجه من دون الظهور بمظهر من يفرض الأوامر على الغير. يميل أصحاب الاقدام المقوسة الى امتلاك قدرات داخلية وذاتية قوية. ويستمتعون بقضاء بعض الوقت وحدهم، ولا يعني ذلك أنهم غير اجتماعيين، بل يلبون الدعوات إلى الحفلات ولكنهم بحاجة الى الراحة فى اليوم التالى لشحن طاقتهم من جديد. أصحاب مثل هذه الاقدام يحبون صحبة الآخرين، وهم شخصيات اجتماعية ولا تحب البقاء بمفردها، وتحتاج إلى الكثير من الدعم فى الحياة وتقبل المساعدة من الآخرين.
 الحق رغم ولوعى الشخصى بالموضوع إلا إننى لا أفهم بالضبط ما قد تعنيه بعض هذه المصطلحات ولكن يبدو أنه يجب الإطلاع على أشكال الأقدام وأصابعها عن طريق الصور أو رؤيتها فى الواقع و التحقق منها بطريقة عملية وهو ما قد يحتاج إلى وقت. لكن يؤكد سموجى إن قراءة أصابع القدم لا تحتاج إلى تصديق أو تكذيب بعد تجارب أجريت على مدى الخمس والعشرين سنة الماضية فى هذا المجال. فلا فرق بين الأجناس عندما يتعلق الأمر بالأصابع، فليس هناك أصابع عربية و أخرى أوروبية أو أمريكية، هى عامة وسيلة تساعدنا على التعرف على شخصيات الآخرين، هى أيضا وسيلة مستخدمة فى الصين لعلاج الأطفال المصابين بالتوحد حيث تظهر الأصابع سمات معينة يمكن استخدامها فى العلاج، كما أنها تستخدم، حسب سموجى، فى الاختبارات النفسية المتعلقة باختيار الوظيفة أو شريك العمر أو تشكيل فريق العمل، مما لا يدع مجالا للشك فى  جدية هذه النظرية، فألاصابع ليست كتلا ثابتة كما يدعى البعض فهى تتغير على مرور السنين و تتأقلم مع التغيرات الشخصية والبيئية. ويضيف أن شكل الأصبع ليس كل شىء، فهناك الحجم والاتجاه وشكل الظفر وغيرها من العوامل التى تتطلب دراسة متأنية. علماء النفس لهم رأى مخالف، فما رأيكم؟