قصائد للشاعر نصار صادق الحاج

الأنثى ورامبو

الأنثى

يَلِدُ الكونُ
خرائطَ العالمِ
تَلِدُ الأنثى
                 رعاةً
                 وأنبياءْ .
في كلِّ فَجْرٍ تُطلُّ من بابِ الحياةِ
عائلاتٌ تزرعُ الناسَ في سهولِ الأرضِ
كائناتٌ تسيرُ في براري الكونِ
أصدقاءٌ
وصديقاتٌ
يحرِثونَ الجبالَ بأحاديثِ اللَّيلِ
أمهاتٌ يُمسكْنَ الرِّيحَ من بِذْرَتِها
أطفالٌ يغسلونَ الكونَ
من خرائطِ الموتِ وأشباحِ الهلاكِ الغزيرِ
أُنثى ترصِفُ العالمَ بأحوالِ الحياةِ ولوزِ البداياتِ

يلدُ الكونُ خرائطَ العالمِ
تلدُ الأنثى رعاةً
               وأنبياءْ .

***

رامْـبُو

يتَعَاطَى وجْبتهُ المتَّسِخةْ
برمادِ الحزنِ
والبراميل المليئة بالطعامِ البالي
قراءة الكتب القديمة
واقفاً على شَجَرِ القُصاصاتِ اللَّعينة
حافياً يتسلَّق المدن العاريةْ
والنوافذ التي تنام في الحوائط البعيدةْ
يعلن الخروج عالياً
لشرفة المنازل التي تهالكت من حُرْقةِ البُكاء
لم يترك زاويةً خاليةً
من قطرات النَّبيذ العالق بالزجاجات الفارغة
وأغطية القوارير الملوَّنةَ الحواف
دخان السَّجائر المتهالِك
ومشاكسة الحيطان بكتابةٍ حارِقة


هو يعرف أن اليابسة الغبراء
أضْيق من بئر في بحر الصَّحْراء


باريس أو عدن أو سلَّة القٌمامةـ
سيَّان في العدم .

أخيراً
أرْسل الأناشيدَ لأطفال القٌرى المجانين
وماتَ في مكانٍ من قعْر العالمْ.