قصائد لمنى حلمي أيام قبل رحيل نوال السعداوي

أمي وأنا


أمى وأنا
-----------
مع تقدم العمر
أنظر الى أمى فأرانى
أنظر الى نفسى
فأرى أمى
مع تقدم العمر
أصبحت أشبهها
فى الشَعر الأبيض
والروح القلقة
 ذابت الحدود بينى
وبين أمى
أصبح لى فصيلة دمها النادرة
وقلبها العفوى الطفولى
استغناؤها عن العالم
رنة ضحكتها المفعمة بالصلابة
قلمها لا يمل الانعكاف عن الكتابة
حزنها أصبح حزنى
وهمها هو همى
-------------------------------------------  

غربة
----------
      
فى العالم   " غريبات " و" غرباء "
... النساء .. وأصحاب الابداع الثائر .. الفقيرات والفقراء
رجال يرفضون الذكورية
 نساء يفضحن تجار الأديان
 من المشايخ والفقهاء
----------------------------------------------------

لو شربت الخمر
---------------
لست من النساء
اللائى حين يتزوجن
يلبسن الطرحة والكفن الأبيض
الدبلة فى يدى اليسرى
وفى اليد اليمنى القسيمة والمهر
لست من النساء
اللائى يقلن
أن الرجل سيدى
وتاج راسى ومبعوث السماء فى الأرض
أنا أطيع وله النهى والأمر
واذا خاب أملى فى الحب والحياة
لا أتحجب ولا أدروش ولا أحج
ولا أطلب من الله
حسن الختام والستر
حياتى واحدة
سافرة الوجه والشَعر
صادقة القول والفعل
فى الخفاء والجهر
ولست من النساء
اللائى يترنحن
حين يشربن الخمر
 
-----------------------------

تعلمت من أمى نوال

--------------

تعلمت من أمى نوال
ألا يغرينى اكتناز المال
ألا أخاف تسلق الجبال
تعلمت من أمى نوال
ألا أحلم فوق الرمال
وأن الطاعة أسر وإذلال
تعلمت من أمى نوال
إن الذكورة تفسد الرجال
وأهم من الجواب السؤال
--------------------------------------------------------------

   خلاص راح منْ أحب حريتى أكثر مِنى
--------------------------------------------                                     
كل صباح
أحتاج الى قوة هائلة
لأترك دفء وحنان السرير
لم يعد شئ يهمنى فى العالم
لم أعد أبالى بشئ فى العالم
لم يعد يعنينى شئ فى العالم
كلام الجرائد .. كلام الناس ..
كلام الجيران .. كلام المسئولين ..
كل صباح
لاشئ  .. لا شئ  على الاطلاق
يفتح شهيتى لترك سريرى
يحفزنى على الحركة والانطلاق
الرجل الوحيد
منْ أريد أن أكلمه وأنصت له  وألقاه
وأقضى معه الوقت
 والعمر والفرح والأحزان
خلاص راح
الرجل الوحيد
منْ رتبت له شقتى
وأحلامى ودموعى وضحكاتى
خلاص راح
الرجل الوحيد
منْ كان بشغف متوهج لا يفتر
يقرأ كتاباتى وقصائدى وذكرياتى
خلاص راح
الرجل الوحيد
منْ كانت ألحانه
وصوته وموسيقاه
شغلى الشاغل
خلاص راح
الرجل الوحيد
الذى كان يستقبلنى فى المطار
 بعد السفر المرهق
بالورود والأزهار ووجبة ساخنة أحبها
خلاص راح
الرجل الوحيد
احتملنى عندما لا يطيقنى أحد
فهمنى عندما لا يفهمنى أحد
أنصت برهافة الى صمتى الصاخب
منحنى معطفه الشتوى ليدفينى
وابتسامته ليبقينى على قيد الحياة  
الرجل الوحيد
الذى كان يحب حريتى
يدافع عنها .. يحرص عليها
أكثر منِى
خلاص راح  
كيف الآن
أجد شيئا
أيا شئ على الاطلاق
يحفزنى كل صباح
لأن أترك سريرى
واذهب الى ملاقاة العالم
وأنا ممتلئة بالمرارة ويأس الاشتياق ؟