أخشى المساحة التي تلي العَتمة

لن أسامح الضجر
سأُلقي به في سلة المهملات
وأعودُ سريعاً إلى حانة الخريف.

يمشي بنا الوقت
تمشي بنا الأكاذيب
نعلق حبل النهار على سطح الأمل
نرمي الضحية تلو الضحية
نستبد بجيران الأسى
نكتب شعرا في مديح الخسة
نسكب شاطئ النار في جبة العصيان
يتولى العمى بناء المعجزة.

آه من شجر منزوع الأغصان
أه من شعراء نكرات
آه من حكام عجزة
يرمون الشعب بالجهالة
وآه من أمم تنافق للذباب
كي لا يتعكر طعم الهوان.

أخشى المساحة التي تلي العتمة،
في ضوء الفجر النازف من يد النجمة
قالت لي البنت الصغرى
ضمني إلى مجرتك
أخشى الليل يقايض العتمة بشهوة النار.

مستوى الأرض
أعلى قليلا من حذاء الغيم
هنا تتساوى الرؤوس والجذور
الكائنات سعيدة بالانقلاب الطبقي
قشرة الأرض تحك وجه القمر
كفن السماء جريح.

بيتي مدينة للعقارب
بيادري زائفة
أجمع الحصى من طحين الخابية.

ليتني عصرت الشفق
بيدين من كحول.

للبيت حارس ليلي
يقي السكون من عسس الوشاية
يقي الروح من عناء التشرد
ليتني شارد وحيد في غابة الذهول.

نمتُ طويلا في سرير التأويل
لم يكن معي سواي
نمت مئات السنين
في باطن الحوت
لم أصح بعد من غيبوية الحكاية.

سأظل كما غصن زيتون
أخضرَ مثمرا ومائلا للأرض
أحني أوراقي للشمس
أحك جذعي كلما مر طائر
أتشبث بيد الجبل
كي لا تكسرني العاصفة
أحمي ساقي من فؤوس القتلة
ولا أقي رأسي من نعيق الغربان.

ذكور النحل تزن فوق رأس الوردة
تعتدي على هناء الوردة
تمتص رحيق الوردة
تلسع الهواء إن مسّ حدودها
تحلم بمطاردة الملكة
تبيت على جوعها وفي عفتها
إلى أن يحين موعد الغرام
تكسر كل صبرها وتنسى دم الوردة.

2009-6-25