نظرات ومراجعات في الفنون والتراث

(0)

الكتاب صادر في 432 صفحة، ويشتمل على مجموعة كبيرة من الدراسات، التي تتناول موضوعات فنية وتراثية متعددة، تمثل خلاصة سنوات من الانشغال والبحث والتوثيق، في الفنون البصرية، وما يوازيها ويتقاطع معها من شؤون التراث، والتاريخ، وبعض قضايا الواقع الثقافي الراهن.

  ومحتوى الكتاب بذلك يمثل رحلة متعددة المحطات، متشعبة الوِجهات والمآرِب، وإن يَكُن قد انتظَمَها سياقٌ واحد، هو سياقُ الانشغال بالتاريخ الفني/ التراثي، الذي لا يزال يعاني – على غِناه وتنَوُّعِه – من افتقاد التوثيق الدقيق، والافتقار إلى منهجية البحث التي تعيد مساءلة المُستَقِرّ مما يُعتَقَد أنه ثوابت.

  وخلال هذه الرحلة، كانت نَظَرات ومُراجعات، في العديد من اشتباكات ذلك السياق المُرَكَّب، أعَدتُ النظر خلالها في مفاهيم شائعة، ومعلوماتٍ متواترة، طالما اعتُبِرَت في حُكم المُسَلّمات.

وقد تَشَعّب التطواف، ما بين استكشافات ميدانية في قصور تراثية، ومواقع أثرية، وأبحاث ضِمن مجموعات متحفيّة، ومُساجلات لأفكار ومزاعم، وإعادة نظر في موضوعات ثقافية متعددة المجالات والموضوعات.

  وخلال السنوات الماضية، أسفَرَت هذه النظرات والمُراجعات عن العديد من المقالات، والأوراق البحثية، والكتب، فضلًا عن المحاضرات، والندوات، والعروض، التي اشتملَت على خُلاصات نتائجها وما أسفرت عنه من كشوف.

    ثم كان أن استشعَرتُ حاجةً مَسيسةً إلى ضرورة توثيق أهم محطات تلك الرحلة، وجمع أبرز ما فيها بين دفّتَي كتابٍ، أَسُوق من خلاله – للمهمومين بأوجاع التراث والفن – أهم نتائجها وكشوفها، عسى أن يكون ذلك حفظًا لمسارات هذه الرحلة، وسبيلًا إلى توثيق ما أسفَرَت عنه، راجيًا أن يكون فيها إلهامًا لكل من أراد أن يسلُك السبيل ذاته.