فاتحة لصاحب المقام - مجموعة قصصية لاحمد رجب شلتوت

(2)
Year: 2020

"فاتحة لصاحب المقام" وتنقسم داخليًا إلى قسمين يشكل كل منهما مجموعة مستقلة.

يضم القسم الأول وعنوانه "مفترق طرق" عشرين قصة قصيرة، تميزت بقدرتها على التقاط ورصد التفاصيل الصغيرة، ووضعها تحت مجهر الكاتب الذى يسعى في نصه إلى تثبيت اللحظة، في محاولة لاستخلاص الدلالة المخفية بين طيات الواقع اليومي المزدحم، وهو ما يبدو في قصص مثل "مفترق طرق" و"تحقيق الحلم" و"المبخرة والمجمرة"، وشخصيات القصص كلها تفعمها الأشواق ويطحنها الأسى، لكنها تتمسك بالحياة، ويلاحظ القارئ أن قصص القسم الأول من المجموعة تميل نسبيًا إلى الطول، وترصد حركة الشخصيات في المكان، وترصد واقعًا قاسيًا في الغالب، وعجائبيًا في بعض الأحيان فيجنح الكاتب نحو الفانتازيا كما في قصصه "تكوين" و"بيت البحارة".

أما القسم الثاني وعنوانه "رؤى" فيشمل ثلاثين قصة قصيرة جدًا، تميل إلى التكثيف، وتقدم لقطات بلغة شاعرية يكاد يثبت فيها المكان، ويصبح السرد زمانيًا، ويمضي في إيقاع سريع مشكلًا عوالم تتمحور غالبًا حول مواقف صعبة أو مأساوية، وتواجه الشخصية نفسها في الكثير من الأقاصيص فتكتشف أن الآخر هو الأنا كما في "الآخر"، وفي قصة "سؤال" تنعكس الذات في المرآة ووتواجه نفسها بالسؤال وبالحقائق اليوميّة الصغيرة التي تكوّن في المحصلة "أنا" الكاتب والقارئ أو أي "أنا" توضع أمام مرآتها.

وعلى العكس من ذلك نجد نصوصًا أخرى منها أقصوصة "خلاص"، يقدم فيها الكاتب نصًا مختلفًا ينفتح على الخارج بسلاسة وحميمية، فتجسد الكلمات موسيقى الطبيعة بطريقة تشبه رقصة الظلال على وسائد من الضوء المتسرب من بين الأغصان على خلفية متناغمة، توحي بثبات الزمان وديمومة اليومي ومحاولة الإنسان العابثة لتغيير مجرى ذلك الزمان، فالخوف هنا لا يبدّده إلًا الموت كما تقول القصة.

يذكر أن "فاتحة لصاحب المقام" هي المجموعة الخامسة للكاتب، فقد سبقها في الصدور "السعار والشذى"، "العائد إلى فرحانة"، "دم العصفور"، "ساعة قبل النوم"، وله أيضًا مجموعة قصصية للأطفال "العش للعصافير"، ورواية "حالة شجن" وعدد من الكتب النقدية منها "رشفات من النهر"، "الرواية فن البحث عن الإنسان" و"ربيع البنفسج".

وسبق للكاتب أن فاز بالمركز الأول في مسابقة نادي القصة للقصة القصيرة عام "1997"، كما فاز في مسابقات جمعية الأدباء، قصور الثقافة، ساقية الصاوي، وفازت روايته "حالة شجن" بجائزة إحسان عبدالقدوس عام 2002.