تحسس ما وراء الهمزة

(0)
عام: 2023

تنطوي فكرة الديوان (تَحَسُّس ما وراء الهمزة) على تتبع الأصوات التي لا صوت لها يُسمَعهو أشبه بمحاولة تثبيت (درايفرات) أو تعريفات صوت لما وراء صوت الهمزة ، لذلك الهواء المتدافع في الحجاب/الصدر الذي لم يشمله صوت ما لا صورة له ( الهمزة ) ، و لا ما قبلها .
إنه محاولة اكتناه ما وراء المعاني والأشياء وصولا إلى التجريد ، من خلال قراءة ما يلوب في الجانب المعتم ، والاستماع إلى صوت حسيسه و رِكزه ، حد اكتمال التحقق .
هو رسم وبوح بالتلويح ، و مشاركة محمولات بالتلميح ، من خلال فضاءات إبداعية أزعم انها مطعمة بلياقة فلسفية ، كلوحة تقهر الألوان على الاقتراب الحاد من المعنى.
هذا الديوان هو محاولة لمصافحة توهجات إبداعية إنسانية ، و التماهي على مهل مع الأوتار الدقيقة لنغمات المفردات ، ليتم الانصهار المترتب عليه تطويع للغة الشعر كما يفعل صانع الجيتار ، وذلك لخلق نصوص تكعيبية ، أشبه ببوابة سبئية ، كثيفة الزوايا ؛ مختزلة برمزية وبراخيليا حروف العربية.
هو دعوة للتطبيع مع كائنات أخرى بوسائط وصفية ، واقتراح على الأوجاع المطولة ، التي تخبئ ، بشكل يومي ، خناجرها الجوعى في أشيائنا ، بإعادة صياغة عللها وآلامها الرتيبة ،
فحين تجد الفكرة العاطشة حياتها في معنىً ما ، حتماً ستشرب روحَه . صحيح أن القبح لا يسقط بالتقادم ، لكنه يسقط بالنصوص !
إن معظم ما تناولته نصوص هذا الديوان تضمن فكرة الانتصار للوجود المغمور الذي لا يلامسه و لا يراه الناس ، وانتقال من المظاهر إلى الأغوار .
يطيب للشاعر الحقيقي أن يتعاطى كل إشارة إنسانية كمدمن الأفيون .يريدها كأسَ الهم اليومي ، والأوجاع الداكنة ؛ الغائرة التي تعترينا.
في تضاعيف هذا الديوان دعوة للاقتراب من الآلام بحوار اللغة ، وبالوسيط البلاغي ، وأنثى اللغة من آلامنا أكثر ، فلربما عَقَدَتْ صفقة معها ، و لربما لو رأتْ وجها جميلا في اللغة ستزهد عن أجسادنا !