محسن الوكيلي

المغرب

محسن الوكيلي كاتب مغربي وصلت روايته الاخيرة أسير البرتغاليين حكاية الناجي الى القائمة القصيرة للرواية العربية عام 2022.
ولد محسن الوكيلي في مدينة تازة، المغرب في 17 يناير 1978. حاصل على شهادة البكالوريوس في التاريخ والحضارة. عمل كمدرس في المدرس ثم أصبح مسؤولا عن مركز للتوثيق والإعلام.
انطلقت التجربة الأولى في عالم الكتابة مع إبداعات و خواطر في مجلة الشباب و المستقبل الصادرة بمدينة مكناس سنة  1998.  ثم توالت كتابة القصص في محلات عربية عديدة مثل مجلة "الرافد" الإماراتية، و"الرأي" الكويتية، و"النهار" اللبنانية
. أصدر أول مجموعة قصصية له "فجر الغضب" في عام 2009، ثم أول رواية "رياح آب" في عام 2013، الصادرة عن دائرة الثقافة في الشارقة والتي حصلت على جائزة الشارقة للإبداع العربي في دورتها 16 في العام نفسه. وأصدر حتى الآن أربع مجموعات قصصية، وثلاث روايات، ومسرحية واحدة.  نال الوكيلي على جوائز عديدة منها جائزة الشارقة للإبداع العربي عن روايته "رياح آب" في عام 2013، وجائزة ناجي النعمان للإبداع الأدبي عن مجموعته القصصية "حي العابرين" في عام 2011، وغيرهم من الجوائز. كما أن الوكيلي كان من ضمن القائمة الطويلة
لجائزة الشيخ زايد للكتاب عن روايته "ريح الشركي في عام 2017

مجموعات قصصية
    ـ فجر الغضب. مجموعة قصصية من 216 صفحة. الناشر: الشركة العالمية للكتاب. عدد النسخ : 2000.
يربط بين هذه المجموعة القصصية خيط متين. أحكم الكاتب وثاقه وجعله عنواناً لهذا الكتاب "فجر الغضب". هو الغضب على الظلم والقهر والاستبداد والتحكم برقاب العباد وخيراتهم. ظلم الإنسان لأخيه الإنسان.ظلم الأنظمة لشعوبها. ظلم الدول الكبيرة والغنية للدول الصغيرة والفقيرة. بأسلوبه الروائي الشيّق ومفرداته العفوية وجمله السلسة يفجّر "محسن الوكيلي" غضب المظلوم على الظالم كي ينبثق فجر العدل والحق والحرية والمساواة.
   فجر الغضب، دار الشركة العالمية، 2009
    حي العابرين، 2011
    تيه، دار الروافد، 2016
    موت من زوايا متعددة، دار روافد، 2017

روايات
    رياح آب، دائرة الثقافة - الشارقة، 2016
    ريح الشركي، دار الساقي، 2016
    شظايا، دار مداد للطباعة والنشر، 2016

مسرحية
    حمالة أوجه، دائرة الثقافة – الشارقة، 2017

الجوائز
    2011: جائزة ناجي النعمان للإبداع عن مجموعته القصصية "حي العابرين".
    2012: جائزة أحمد بوزفور للسرد القصصي على مستوى الوطن العربي عن قصته "موت من زوايا متعددة".
    2013:جائزة الشارقة للإبداع العربي في دروتها السادسة عشرة عن روايته "رياح آب".
    2016: المرتبة الأولى في الدورة الخامسة لجائزة عشان كنفاني للسرد.

نموذج قصصي من ابداع الكاتب: اغتصــــــــــــــــــاب

ما زال الجرحُ طريا و لا زالت المدينة القابعة كصقر على تخوم الصحراء تسكنها و تثير بدواخلها شجون أول ليلة. تحاصرها كروب ذاكرتها و يلون الماضي الحي، الحاضر أبدا، عينيها الأطلسيتين بانكسارات المغيب. كانت ككل صبايا الريف، خجولة، قوية و أصيلة.. تعانق رياح الشروق لترصد كل يوم أفراح البدايات، ثم تتعقب أحلامها كالظل، و حين يمسها الإعياء و تمسح السماءُ عن محياها آخر بقايا شغفِ النهار، ترحل إلى عالم أوسع، حيث حضن البتول. لم ينمح العالم الأول في دواخلها، ما زالت أوراق الأشجار و أصوات مياه الغدير ترسم ذكرى فاتنة، حية، لكنها بعيدة. تمنت لو أمكنها بتر شريط الزمن، لو تستطيع رتق الماضي البعيد بحاضر آخر ثابت، غير أن المدينة و أسوارها الباردة و شوارعها المبلطة الكئيبة خلفت في صخر معدنها النفيس نقوش البدائيين.

كانت بالمطبخ تنتظر الحساء حين زارهم رجل غريب، قيل لها إنه جاء من المدينة، و قيل إن المدينة عالم جميل. تتذكر.. سقط المطر بالقنوط و نزل الليل بلحن حزين، حتى الكلاب التي كانت تدغدغ أحلام ليلها و تشعرها بالأمان أُخرِسَتْ، و أنشدت الريح طلائع عالم بديل. تذكرت كذلك أن والدتها بكت و لم تخف عنها دموعها...

بعد شهر جاء الغريب و بمعيته رجلان و امرأة عجوز... لم تشرق شمس الغد على روابي الأطلس، و ولى عالم حي خلف زحمة الناس و إشارات المرور. ماذا قيل لوالدها ؟ لا تعلم. و أما لُمَ سيقت إلى المدينة، فقد جاءها الجواب قبل أن تطرح السؤال : بيعت بثمن بخس..

أربعة عشر ربيعا سقطوا على مشارف أول ليلة و عمر صيف طويل.. كبرت دفعة واحدة.. و صارت امرأة.

محسن الوكيلي 2009/09/10 بين الثامنة و التاسعة ليلا