أسرار الجنس عند الفلاسفة

هل يمكن أن تساعدنا السيرة الجنسية السرية للفلاسفة في فهم خطابهم الفلسفي ؟ كيف كانوا يعشقون ؟ وهل تؤثرحياتهم الخاصة والحميمية على نظرياتهم ومذاهبهم ؟ من ديوجين إلى بارت مرورا بسان أغوستان وماركس كيف نكشف عما وراء السجف في السيرة الجنسية لأشهرالفلاسفة العالميين ؟ سؤال كثيرا ماصدمنا من دون أن نجرؤعلى طرحه . فلقد ألفنا دائما أن نغرق السمكة كما يقولون : أي أن نثيرمختلف النظريات عن العشق ، الرغبة واللذة والشهوات من دون أن نجعلها تطفوعلى السطح ... ماهي عادات هؤلاء الفلاسفة فوق أسرتهم الحميمية وخلف ستائرهم في غرف النوم الخاصة بهم ؟
هناك الكثيرمن الحالات بقدرماهناك العديد من العقول والعبقريات الفلسفية ، فهناك من يمارسون الحب على الطريقة السقراطية ( نسبة إلى سقراط ) بمعنى العدوواللهاث خلف الشابات اليافعات والمراهقات ... أوعلى الطريقة الأفلاطونية بمعنى اللمس الذي لايعني بالضرورة اللهو ، أو مثلما فعل بعض المستفزين مثل الفيلسوف ديوجين الذي كان يمارس شهواته الشبقية أمام الملء وفلاسفة آخرين شهوانيين تائبين على أن دفء قبلاتهم مازال يلهب ذاكراتهم مثل (لوكريس) ( Lucrece ) وهناك فلاسفة مثل الأرانب الساخنة على طريقة مونتاني وديدرو اللذان إنساقا مع مزاجهما من أجل الإنسجام مع الطبيعة ، وهناك زمرة من الفلاسفة ممن آثروا أن يعيشوا عذارى مثل بلوتان الذي وجه إهتمامه إلى ذكائه وهرب من كل لقاء شهواني نجس !! إن توماس داكان ذلك البطل المتفرد بالرغم من قوة المؤسسة فقد قاوم إغراءات جسد إحدى العاهرات التي كانت سببا في حجزه بالبيت حيث حاولت هذه الأخيرة أن تغيرمسارموهبته الفلسفية... أما سبينوزا وباسكال فقد فضلا الحب الإلاهي والإستنتاج العقلاني على الإستنتاج الحسي . أما بيكو وأغوست كانت فقد قاربا موضوعة الجنس كما تبدى من خلال تصورهما ، ولاننسى أن نضيف إلى هؤلاء فلاسفة ضحايا الاٌقتصاد العصابي للجنس البرجوازي في عصرالرأسمالية مثل ( كانت وكيرغيكار ونيتشه ) حيث التسامي الثقافي لم يشكل لديهم نشازا مع حياة جنسية قصوى ، متطرفة في شبقيتها ، أما فيكتورهيغو فإذا ما اعتبرنا تراثه ضربا من الفلسفة وأنه فيلسوف بالمعنى المتداول في قواميس الفلسفة فإن الكثيرين من القراء يجهلون أنه قد حصل على جائزة سعفة المضاجعين .
يقول فولتيرضمن قاموسه الفلسفي في مقال بعنوان ( الحب ) : ( ليس العشق موضوعا فلسفيا ) وإذا كانت كل الفلسفات عبارة عن إعترافات تلقائية لمنظريها علاوة على بعض طرائفهم وشح خباياهم الجنسية فالبرغم من كل هذا فبإمكاننا أن نعثرعلى بعض الدرر والأنفاس والآهات والحشرجات خلف ستائرهم الحميمية . فما تأثيركل تجاربهم الجنسية على نظرياتهم الفلسفية !!؟

عبده حقي
مديرورئيس تحريرمجلة إتحاد كتاب الإنترنيت المغاربة
عن مجلة ( لير )