سيدة القصر

أستمر الصمت خاليا من المعقولية، مجرد دردشة هامسة لا تسمعها إلا آذن واعية، التسويق عبر الإنترنت عمليه سهله للغاية وليست متعبة وغير مكلفة أيضا
لقد أبحرت المركب محملة بالعاج وسن الفيل والفلفل الأسود وطافت بموانئ كثيرة
كانت المركب ترسو دائما عند الفجر لتلبي كل طلبات راغبى التسوق عبر الحدود، وحينما .ينشق النور تلوح الأشياء التي كانت بالأمس معتمة.
على الميناء يجلس شاب على صندوق خشبي يرسم بإبرة الوشم على ذراع فتاة جميلة " إن الأسد الجائع لا يفرق بين السيد والعبد" ولكن إذا وضع الثلاثة في متاهة فكيف يتصرفون؟!

على الميناء يجلس شاب على صندوق خشبي يرسم بآله الوشم على ذراع فتاة جميلة " إن الأسد الجائع لا يفرق بين السيد والعبد" ولكن إذا وضع الثلاثة في متاهة فكيف يتصرفون؟
لا عليكم إنني فقط اخترع قصه لآني حينما اصعد منحنى السلم تصبح وجهتي خلفي ثم يفضي بي المسير إلى غرفه تجتمع فيها كل تعاريج النفس وحدودها صعودا وهبوطا وطولا وعرضا وأحينا أخرى تصبح هدفا أستريح فيها، اكتب، أداعب زوجتي، العب مع قطتي السيامية.. أقرأ أخبار العالم وأنا أرتشف قهوة من البرازيل.. وأدخن سيجارا من هافانا.. وأتناول أرز لمباردي مطهو باللحم الأمريكي، وأمامي برتقال من يافا، أطوف من خلال الريموت كل الأركان الساخنة والباردة، أتألم للفقير وأنام على أخبار البور صه ولكن شتان بين .النائم فى القصر والنائم فى القبر! .
في اليقظة تزداد الحركة، ربما يقطع الإنسان خطوط طوله وعرضه ويحادث امرأة في الطرف الآخر من الكرة الأرضية.. ويشم رائحة فمها ويسمع تنهداتها.

أدرت الكرة الجغرافية وجدتها أمامي عارية صلعاء تحركها أقمارا بأشعة تنفذ الى الأعماق ترى ما تريد هي ان تراه .. وتبيع لك ما لا تريده.
فجأة... توقفت عن التنقل بين صفحات الإنترنت فقد وجدت أمامي صورة لسيد القصر،إ نني .أعرفه أكثر مما اعرف نفسي.
أنا اكره التجسس.. امقته واكره من يتجسسون على الآخرين، ولكن الصدفة هي التي جعلتني .اسمع وأرى هذه الصفقة

كان سيد القصر يتحدث مع ربان السفينة الذي يحمل إليه الفلفل الأسود وسن الفيل بـأن يتحفه بأنثى سمراء يختصها للخدمة في قصره يأتي رد القبطان من الطرف الأخر قائلا لسيد القصر
عندي لك ما تريد.. بل وأكثر مما تريده.. عندي أنثي متناسقة كالنخلة.. لينة كالنهد الرجراج.. ولكنها تنسج لغزا كخيوط العنكبوت.. كلما تخلصت من جانب وقعت فى الجانب الأخر
...رد سيد القصر
..إني اشتاق الى هذه الأنثى حتى لو كانت
قاطعة القبطان قائلا
إنها كحبة فلفل.. كغزالة شاردة جاءت من فوق جبال أفريقيا.. ولا اعرف ان كانت ملحدة أو مسيحية أو بوذية.. ولكنها تصلى صلاة لا اعرفها تحشد فيها كل طاقات البشر، إنها عازفة ماهرة تعزف على آلات نحاسية.. وجلدية ووترية، تدندن بكل اللغات، عندما تسمعها تشعر وكأن...قاطعة سيد القصر قائلا
هل ستأتي لي بالكرة الأرضية؟ أنني لن ادفع لك أكثر مما -
قال القبطان مقاطعا
إنها تدعى بأنها حامل من سنوات فى توأم، وإنها تسمع حديثا فى بطنها-
رد سيد القصر وهو يقهقه بلغة القوة والأرقام
أنت تعلم بـأنني لا اخشي الجن وسوف استنطق الأجنة فى بطنها، ولكن اخبرني هل سمعت .ما تقوله أطفال الرحم هذه
قال القبطان مبالغا سمعت كلمات قليلة
مثل ماذا؟ -
مثل الأرض في الرحم دافئة، وأحيانا كالثلج، نار، ونور، طين وماء، أكاذيب، صرا عات زلازل وبراكين، محوا للذاكرة ، صناعات فارغة، مرحين، صحراء قاحلة، رهبان يقتلون هيبا شيا
ما هذه الخرافات.. اى رهبان؟ ومن هي هيبا شيا هذه؟ -
لم اعرف ياسيدى سوى إنها هيبا شيا.. التي جروها من فوق عربتها كما يقولون ونزعوا ملابسها حتى أصبحت عارية.. وتقدم إليها قارئ الصلوات وكشط لحمها قطعه قطعة حتى وصل الى الروح كي يخضعها فلم يستطع، إنها كانت ترتعد فقط
لماذا؟
قال ساخرا.. ربما لأنها اكتشفت البلانسفير
أنت تعود بي الى عصور ولت وهربت، انك تبحث فى التواريخ المنسية، وهذه التواريخ فى .عصرنا هذا لاتهمني أنها أصبحت رخيصة الثمن، أنا لن ادفع لك أكثر مما احدده
فى الصباح انطلقت السيارة من الميناء تحمل السيدة " نور" أو الخادمة، ومن الهاتف المحمول تحدث سيد القصر أو سيد التجار مع سائقة وهو في حاله من القلق بسبب تأخره، طمأنه السائق بأدب جم قائلا ساعة من الزمن ياسيدى وسأكون عندك انا والسيدة نور
إذا اشترى لي الجرائد -
بكل سرور ياسيدى -

مرت السيارة كالسهم، عبرت عدة كباري ودخلت فى نفق مظلم وفور خروجها كان الجليد يغطي الطريق، فمرت فوقه بإطارات جديدة صنعت خصيصا للسير فوق الجليد، انتحت ،حبات الملح السوداء على جانبي الطريق خجلة وخائفة من الذوبان
لمح السائق فتى أسود يحمل بيده اليسرى كتل من الجرائد والمجلات ، ويشهر بيده اليمنى صحيفة ترتعد في يديه من قسوة البرد ، ينادى بصوت مرتفع أشبه بالصراخ : « اقرأ ، اقرأ أخبار عصابة الاتجار في الأعضاء البشرية اقرأ وكلما فتح الفتى فمه مناديا كان البخار يخرج منه حارا ثم يتحول شيئا فشيئا إلى لاشيء

توقف السائق في وجهته وطلب الجرائد فناولها له من خلال نافذة السيارة ، أخذها السائق ووضعها بجواره وانطلق مسرعا ولم يعطِ الفتى ثمنها
سمعت السيدة نور حديث الطفلين إحداهم يقول للآخر
« لقد هدم الجدار »-
« ومات الوالد تحته » -
« الناس لا ترى »-
« لقد ترك الحيوان الفتى يتألم ولم يعطِ له ثمن الصحف »-
« إنها للسيد »-
« ولماذا تلاحق الشرطة الفتي بائع الجرائد ؟ »-
« لأنهم يأكلون الهامبرجر » -
« إن الهامبرجر لم يعرف الحدود إنَّا عرفنا طعمه »-
« ! ربما تطاول على السيد؟ » -
« إنه بصق فقط على الأرض لأن السائق لم يدفع له الثمن »-
« !لماذا يبصق ؟ »-

نامت الآم فنامت الأطفال، تابع السائق نومها فى المرأة، سيعبرون الألفية في غضون عام حتى يتم القرن العشرين بسنه ألفين
الناس تحب القفز الى رسم خريطة جديدة في الهواء حيث لا حدود ولا آفاق فالكهرومغناطيسية تحمل الكلمات والصور.
لم يبقى أمام الفتى سوى أن يتذوق الطعم المالح لأنه مازال يزرف الدمع ويخشى من هراوة جدته التي تنتظر عودته بتمن الصحف، الخوف جعله يفترش الأرض في صمت وينظر الى السقف السماوي فلا يرى سوى الغيم، يغنى " تطير الطيور مسافرة / يأتي الشتاء ليدمر أوكارها/ تبكي من صقيع الغربة / تنتظر الشمس

يهب الفتى واقفا يقذف بالجرائد فوق السيارات، يغطيها الثلج وتذوب مع ذوبان الجليد،.يحمله البوليس فى سيارته
تبكى الأطفال فى رحم الآم، يصمتون ، يطول الصمت، تخشى الآم على أبناءها، حاولت مداعباتهم، ولكن محاولاتها باءت بالفشل، تحدثت معهم، خاف السائق، طمأنته، إنها تتحدث مع نفسها

صلت لله ، الشمس تشرق من مشرقها، تدور الأرض فتضيء وجهها ثم تترك الوجه الآخر للظلام، تسرع، تدور، الأنهار تصب فى البحر، الإنسان لا يعرف إلا القليل رغم ان عينه لا .تشبع من النظر ولا تمل أذنه من السمع وصلت المرأة الى القصر من الجهة الأخرى، دخلت القصر خائفة، وجدت المعاطف معلقة .والزجاجات فوارة، واللحوم عارية تهتز على أنغام الموسيقى

القرن القادم والساعة تدق الثانية عشر، ميلاد جديد .. والكل ينتقل من لحظة الى لحظة ،.العالم كله .. البيوت، الأرض الأرقام، الأجساد خارت تحت وطأت الخمر الزائرة الجديدة لفتت الأنظار إليها،لاحظ سيد القصر مدى جوع الأعين المتطلعة، نظر الى نور الخادمة الجديدة وقال وهو يترنح، انظروا الى ملابسها والى شرابها وحذائها الممزق اورجينال أنني اشتهى هذا اللون الجديد، واحب هذا الطعم الغريب، اعتقد بأن طعمها حار كالفلفل، وأنا لم أتذوق الفلفل من ذي قبل، والليلة سوف أغامر وأجربه .. لقد سئمت منكم توجه الى الخادمة الجديدة اقترب منها .. داعب رقبتها وقال بغرور القوى: سوف أجعلك امرأة عصرية.. وقدم لها كأسا قائلا لها : أشربي .. ردت الخادمة
أنا لا اشرب -
أنه العام الجديد -
لا فرق عندي -
ولكنه يفرق الكثير عندي -
أنا لا أرى ذلك -
هاء هاء وهل مثلك له رؤيا -
ربما -
إذا اخلعي ملابسك -
لن اخلعها -
آيتها المتخلفة أتعصين أمر سيدك؟ -
ليس لي سوى سيد واحد -
،لطمها على وجهها، ردت علية الصفعة، جذبها من ملابسها، مزقها بعثرها، بدت عارية،وضعت راحتها على عورتها، صرخ فيها
ارفعي يدك -
قالت متوسلة
انا فقيرة ولا املك إلا شرفي
رد بقوة
أنا لا أحب إلا الذين يحافظون ولكنى اغتاظ من الذين يدعون الشرف -
ولت المرأة هاربة، صاح سيد القصر أوقفوا هذه الإرهابية، صاحت الأطفال فى بطنها
أمك فى محنه -
أنت السبب -
هل كنت تريدني ان اتركها للصفع على وجهها واقف صامت -
إنها تتحمل كل هذه المصائب من أجلنا

جاءت الحراس بالخادمة.. قذفوا بها تحت أقدام السيد، أمرهم بأن يذهبوا بها الى المخدع بعد غسلها وتجميلها، قدم طبيب القصر بعض الأدوية التي تزيد الفحولة لسيدة الذي ابتلعها بشراهة وهرول الى الدخل وهو يتخلص من ملابسه، نظر الى الخادمة، هربت من نظرته طاردها، خارت قواها، هوى عليها كأسد عجوز جائع.
قالت متوسلة :
- لماذا أنا؟ أنا لا املك إلا شرفي، لقد أحصنت فرجي منذ ان مات زوجي،
قال وهو يمرغ فمه فى جلدها:
- سأفرغ هذا الشرف، سأجعلك ثمرة بلا بذور، سأمحو فضيلتك هذه حتى أستطيع السيطرة عليك،
لم تستطيع المقاومة، "نادت من يجيب المُضطر إذا ناداه"، انتفخت بطنها،انتفخت ارتفعت، ارتفع سيد القصر فوقها، واستمر الارتفاع حتى التصق بسقف الجدار،شعرت إنها تحررت من قيودها، سترت نفسها بملاءة السرير، وفرت هاربة.
حاول سيد القصر ان ..يصرخ لكن الريح لم تحمل صراخه، امتلأ فمه الصارخ بالروائح المتصاعدة.
نام الجميع،سمعوا الصراخ بعد أن هدأت الحركة، رن جرس التليفون استيقظت زوجة السيد هنأها عشيقها بالعام الجديد، ذهبت تبحث عن زوجها لتعلن له نبأ ترقيته وجدته ملتصقا بالسقف، نادت الحراس.. أسرعوا إليها، فقد السيد جاذبيته، سقط، صرخ فى الحراس:أتوني بهذه الخادمة حية أو ميتة،
أسرعت الحراس خلفها
كانت السيدة نور الخادمة قد اعتلت سطح السفينة.. وأبحرت السفينة بها تمخر عباب البحر تتحدى الموج.
رآها أحد الحراس بعيدة .. صغيرة كحمامة بيضاء
أطلق عليها صاروخ.. انشطرت السفينة الى نصفين، وضعت المرأة طفليها، حملت الطلقة إحداها الى شاطئ والآخر الى الشاطئ الثاني
هبط الثلج.. وأثناء عودة السائق بأمر أه أخرى لمح صبيا يلوح بالصحف.. جاهدت الشمس .استطاعت ان تقهر الظلام، أشرقت من جديد