إيثار أم

 

 

تحجرت الدموع في مقلتي

توقفت الأرض الدائرة

أطرافي لا أحس بها

أواقفة أنا أم جالسة؟

نساء الأرض ينحن حولي

يلطمن الخدود العارية

أيبكين خالدا أم صلاح الدين؟

أم فارسا مغوارا راحلا؟

وأنا هنا أحدق وحدي

ذاهلة... ذاهلة...

ربيع عمري... أمل حياتي

أريج الزهرة اليانعة

تركني وحدي... اخترق الجدار

وصعد للسماء السابعة

**********

يقولون آخر كلماته "أمي...

أمي الحبيبة الغالية...

لا تهني... ولا تحزني...

أقوال الله الخالدة...

إني أحلق فوق سحب

تمطر غضبا جبارا عارما

تصيح... تصيح... لسوف نعلو...

سنحطم الأسطورة الكاذبة...

وسنستعيد الأرض يا أمي

وديارنا بحقولها الزاهرة

رفاق الدرب سيًٌُرجعون

ما أخذته اليد الغاصبة...

سيرتفع علمنا يا أمي...

فوق أقصانا والصخرة الصامدة...

أمي... يا ملاكي الحاني...

يا أغلى من روحي الطاهرة...

أخبري ناصرا أني أنتظره

في جنان بديعة... رائعة...

*********

هرعت إلى بستان بيتي

ترفلني رياح عاتية...

ومن بين أشجار الزيتون...

التقطت حجرا صلبا... قاسيا...

وعدت أجري إلى حيث أبغي...

ودعوت إلي ناصرا...

قلت " صغيري... خذ هذا...

ودافع عن أرضنا الباقية...

قف في وجه المعتدي...

لا ترهب يديه الآثمة...

فلذة كبدي، شقيقك ينتظرك فاخرج

إن الشهادة غالية... غالية..."

17\11 \ 2000