وَصـــايا

أُوصيكَ أيُّها الجُرْح
وأنتَ تَشُقُّ طريقَكَ نحوَ صَدْري
أنْ تَتَخَفّى بهيئةِ زورقٍ
وإذا صادَفْتَ بَجَعاتٍ تُنَظِّفُ ريشَها
على ضِفافِ دمي
أُوصيكَ أنْ لا تُخْبِرَها بِما يَحْصَلُ في الخارج ,
دَعْها في مَنْأَىً عن الفَظاظاتْ
وإذا تَوَسَّلَ اليكَ غُصْنٌ أنْ تَصِفَ لهُ الفُصول
فاعْتَذِرْ لهُ
وإنْ إضْطَرَّكَ فالْجَأْ الى الكَذِب ,
لَفَّقْ قِصَّةً ,
إزْعَمْ أنَّ هناكَ شُموساً ضاحِكةً
وبَلابِلَ تَبْني أَعشاشَها على دَواليبِ الهواء
ولا تَقُلْ لأَيِّ بساطٍ يَحومُ حَولَ روحي طَليقَاً
بأَنّيَ آلانَ سجين
وأُوصيكَ أنْ لا تحمِلَ معكَ صحيفةً يوميَّةً
َتَتَخَلَّلُها مُفْرَداتٌ جديدةٌ نابيةٌ
كالأَفيون والانتحار وألايدز
فلا بُدَّ أنَّكَ مُلاقٍ عُشّاقاً يسكُنونَ خِياماً
وسْطَ غاباتِ ضُلوعي .
سِرْ مُبارَكاً
حتى تَرسوَ في سُوَيدائي ,
وفي لَحْظةِ الاحتِضار
سأَمُدُّ عُنُقي لِيَعْلوَ على الغيوم
وأفتَحُ رِئَتي
فَتَتَدافَعُ البَجَعاتُ والأغصانُ وغِناءُ العُشّاقِ
الى سماءٍ قاصية
وآنذاكَ فقط
أسْتَسْلِمُ للمَوتِ مُطْمَئِنَّاً !