بين الفصحى والعامية

إن استعمال اللغة العامية المحكية في الرواية المحلية وبخاصة في الحوار الوارد فيها، فيه ما يَحدُّ من آفاق انتشار الرسالة او الفكرة التي يبعثها صاحب القلم. هذا ما أشار إليه البعض مؤكداً على مدى تأثير الحوار بالعامية في الرواية، حيث يَحدُّ من مساحة انتشارها، وبالتالي يضيق على القول الذي يريده الروائي، فيصبح أسيرا للمحلية. وللتدليل، ضرب أحدهم مثالا، ذلك "المثقف" الذي أطل على الشعب من عِلِّية الاعلام المرئي "في بلده الثاني" حيث استضافته احدى القنوات الفضائية، و "أفصح" هذا بلهجته المحلية المحكية، بكثير من الظرافة والتحبب، موضحا استصعابه فهم اللهجة المحلية في "بلده الثاني". وسأل البعض الآخر، مستسيغا الفكرة، اذا كان المثقف والفنان و"صانع" الحالة الابداعية الثقافية يستصعب فهم اللهجات الاخرى، فما بالك بالعامة من القراء؟!
ولكن، هل هذا فعلا ما يواجهه القارئ العربي من "المحيط الى الخليج"؟ هل فعلا من الصعوبة بمكان فهم او استيعاب ما يقال من العربية بلهجات محلية؟! ام ان في ذلك اختزالاً، تقعيراً وتحديباً للمشهد وفق مصالح متشابكة واقعة وراء الاكمة؟!

تجدر الملاحظة بداية وعلى وجه العموم، إن اللغة عنصر مهم في الرواية ولكنها ليست الوحيدة والاهم في معادلة الإبداع هذه، الأهم هو ماذا نقول وكيف نقول، ذلك ان اللغة تبقى في هذا السياق أداة، أداة للتعبير، ومن الضروري "لأصحاب المهنة" إتقان ادواتها. فالعمل الأدبي بالنهاية هو انتقاء المفردات من لغة معينة وسبكها، بحيث تشكل شحنة مكثفة ومعبرة الى أقصى حد ممكن، تماما كما ينتقي الرسام ألوان وأدوات لوحته. وعليه فالقول الجدير ان يصل، لأهميته وعظمته او لصدقه أصالته وجماله، ببساطة تتم ترجمته وبذلك ينتقل الى لغات اخرى. لذلك لم تتوقف حركة النقل والترجمة عبر التاريخ، والعرب قد شكلوا إحدى هذه الحلقات، وهذا ما ثَبَّتَ للبشرية جمعاء روائع الإنتاج من كل أطراف الدنيا ومن كل الحضارات واللغات على مر التاريخ.

يحصل ذلك فيما يتعلق باللغات المختلفة في كافة ارجاء العالم، حتى بين اللغات التي تفرعت عن عائلة او جذر واحد كاللغات السلافية، او كالتي تفرعت عن اللاتينية، فما سر هذا النقاش الدائم والمتواصل فيما يتعلق باللغة العربية فصحى ام محكية؟! او ربما يستحسن "اختراع" لغة وسط لتكون وسيطة يفهمها الناطقون بالضاد!. والاهم من ذلك، هذا النقاش الدائر سجالا من أي جذور يستقي؟ حتى يظهر وكأنه الشغل الشاغل للجميع يدلون بدلوهم فيه، لماذا أصبح بمثابة معضلة العصر لأصحاب القلم؟ هل فعلا هذا الموضوع يشغل بال الناطقين بالضاد؟ أم انه وَهمٌ يَشغَلَهم وانشغالهم هذا، فيه ما يريح الضمير ويتيح لهم الشعور ببراءة الذمة؟!

تماما كما المريض نفسيا او جسديا يتعاطى المسكنات ويدمن عليها، ناكرا منكرا أن هناك مرضاً خبيثاً مستحكماً يتطلب الشفاء منه، الوعي والإقرار بوجوده اولا، ثم معالجته ان امكن ذلك، أو بعبارة أُخرى ترك القشور والمظاهر او الأعراض المَرَضيَّة جانبا، ومعالجة مكامن الداء.

جاء في كتاب تاريخ الادب العربي، لاحمد حسن الزيات، دار الثقافة، بيروت، لبنان، الطبعة 28 [دون تاريخ الاصدار]، حول نشأة اللغة العربية ص20 : "فإن العرب كانوا أميين لا تربطهم امارة ولا دين، فكان من الطبيعي ان ينشا من ذلك ومن اختلاف الوضع والارتجال، ومن كثرة الحل والترحال، وتأثير الخلطة والاعتزال، إضطراب في اللغة كالترادف واختلاف اللهجات في الابدال والاعلال والبناء والإعراب وهنات المنطق كعجعجة قُضاعة، وطمطمانية حِمْيَر وفحفحة هذيل، وعنعنة تميم، وكشكشة أسد، وقطْعَةِ طيء وغير ذلك". وفي التوضيح جاء : "العجعجة- قلب الياء جيما بعد العين وبعد الياء المشددة فيقولون في الراعي : راعج ، وفي كرسي : كرسج. والطمطمانية - جعل ام بدل ال في التعريف فيقولون في البر: إمبر، وفي الصيام : أمصيام. والفحفحة - جعل الحاء عينا فيقولون : اعل الله العلال، بدل احل الله الحلال. والعنعنة - إبدال العين من الهمزة اذا وقعت في اول الكلمة فيقولون في امان : عمان. والكشكشة - جعل الكاف شينا في خطاب المؤنث، فيقولون في عليك : عليش . والقطعة - حذف آخر الكلمة فيقولون يا ابا الحسا في : أبا الحسن". هذا بعض من التباين الذي كان سائد بين لهجات اللغة العربية الجاهلية وفق المصدر المذكور.

لكن، ما تقدم لم يمنع مع تضافر عوامل عديدة اخرى من تسجيل تاريخ آخر مُميز للعرب،
فقد جاء انطلاق الفتوحات في فترة صدر الاسلام، حاملا معه، ولأسباب لا مجال لتفصيلها هنا، لهجة قريش من اللغة العربية، ما يهمنا من ذلك ان هذه اللهجة حطت ترحالها فقط في الاقطار المتعارف عليها اليوم بالعربية من "المحيط الى الخليج". ذلك ان هناك العديد من الاقطار والمناطق قبلت الاسلام دينا، لكنها حافظت على هويتها اللغوية. على ان المناطق التي عُرِفت فيما بعد بالاقطار العربية في المشرق والمغرب لم تكن قفرا، وقد كان للاحتكاك مع ما هو قائم فيها، بما في ذلك اللغة، اثر كبير في صياغة اللغة العربية القطرية أو المحلية أو المحكية. وقد ازداد التباين واتسعت هوامش الفروقات بين اللهجات مع تقادم الأزمان. لا حاجة للإسهاب في هذا السياق، يكفي التذكير على سبيل المثال لا الحصر، بان أنماط وحتى ادوات الحياة اليومية المستخدمة في بلاد ساحلية او صحراوية تختلف عن تلك الموجودة في بلاد جبلية.

لقد تفاوت تأثير هذه التطورات من منطقة الى أُخرى ومن زمن لآخر، فكان مَدٌّ وجَزْر بين الشام وبغداد، الاندلس والفسطاط واقصى المغرب العربي على الصدارة كمركز اشعاع علمي ثقافي وإبداعي، وذلك في محاولة لانتزاع المواقع الريادية في تاريخ العرب. لكن الواضح ان ذلك كان مرهونا بالارادة والسيادة الاقتصادية السياسية والعسكرية، هذا ينسحب كذلك على فترة حكم الإمبراطورية العثمانية، والمعتبرة من اشد العصور ظلمة في تاريخ العرب.

لاحقا للجغرافيا، كان كذلك للتطور التاريخي المحلي لهذه الأقطار، بكل عناصره في العصر الحديث، تأثيره الملحوظ على الهوية المحلية لكل قطر من هذه الأقطار العربية.
ضمن عناصر هذه الهوية لا بل من أهم خصائصها اللغة، وفي هذه الصيرورة نَحَت اللهجة المحكية للغة العربية شتى المناحي، اذ تأصل وتعمق التباين بين اللهجات، ومع الاستعمار الأوروبي الحديث، نشأت مدرسة تنادي باستعمال اللغة المبسطة المفهومة للجميع، وأخرى شطحت بعيدا الى حد اقتراح تبديل الأبجدية العربية، على غرار ما حصل في تركيا الحديثة.
بالإضافة الى أدوار أخرى كثيرة، اللغة في المحصلة النهائية هي كذلك اداة ووسيلة الاتصال والتواصل، يتم تذويتها كأحد اركان الهوية الخصوصية للجماعة، هي كما غيرها من الاشياء منوطة بالاتفاق بين الذين يستعملونها، فاللغة هي الكلام المصطلح عليه بين كل قوم.

ما يهمنا في هذا السياق، ان للغة دلالات عميقة ضاربة الجذور في الهوية الجماعية للقوم، كل قوم. وهناك من يقول بأن اللغات تعكس التكوين النفسي للشعوب، تتطور بتطورها ومرتبطة بمسيرتها عبر التاريخ. ويتبادر الى الذهن السؤال المفروغ منه، هل وفق ذلك تعكس اللهجة في اللغة ام اللغة بعينها نفسية وهوية الشعوب؟ فمثلا هناك لهجات مختلفة للغة الانجليزية، وهناك تباين بين الايرلندية والاسترالية، حتى بين شمال الولايات المتحدة الأمريكية وجنوبها هناك لهجات، هل الدعوة لاستبدال العربية بالفينيقية او بالهيروغليفية مثلا، لها من يستسيغها او يطالب بها لأهداف وغايات متأصلة في نفسية الشعوب في هذه الاقطار؟! ام ان تحجيم وتقزيم الهوية العربية ولجم الامتداد والعمق الحضاري العربي، على كل ايجابياته، وبالأخص سلبياته، افرز هذه الحاجة الماسة للتفرد ولإشهار الخصوصية المحلية؟! وإذن، عِلماً ان في ذلك ما يقتضي التأكيد على القطرية وإبراز كل معالمها بما في ذلك اللهجة المحلية، فإن النبش في عناصر الهوية القطرية يأتي كتحصيل حاصل. وعليه، فالمسألة ليست قدرة الناطقين بالضاد على استيعاب وفهم اللهجات المختلفة، انها أبعد واعمق من ذلك بكثير.

من الملاحظ في معظم الاقطار العربية التي تشكلت كدول في العصر الحديث في حدود سايكس - بيكو، ان هناك محاولات حثيثة للتفتيش، التمحيص، استصلاح ونفض الغبار عن بعض الرموز السابقة للوجود العربي، ثم استعمالها كدلالات ورموز سيادية في الحياة اليومية الجارية وعلى المستويين الرسمي والشعبي وذلك في محاولة لتجذير التفرد والتأكيد على الخصوصية، تجدر الإشارة الى أن هذه العملية بحد ذاتها تعتبر من اهم دلالات السيادة، وإذن هل في هذا تأكيد على صيرورة خاصة؟ أم انه خلقٌ، ولمَ لا يكون اختلاق لكيان متفرد؟ والأهم من ذلك هل نحن بصدد تخطيط مسيرة واعية وعن سابق دراية، لصيرورة اخرى، محلية؟ أم اننا نخبط خبط عشواء، دون وعي او علم او دراية لما نحن فيه. هل هي "غزوة العولمة" الراهنة؟ ونحن نسير في ركابها لأسباب عديدة قد تكون، تنازلاً او تجاهلاً او ضعفا وقعودا ونكوصا، لكن ولا بأي حال عن إرادة حرة وبمحض الإختيار!.

مهما يكن من امر فإن هذا حاصل على المستوى المؤسساتي الرسمي، وفيه ما يؤكد السعي الدؤوب للمؤسسة الرسمية لتأصيل هذا التوجه القطري، ولكن المدهش ان هذا حاصل على مستوى بعض "النخب" ايضا، اذ تنساق هذه وتذدنب للمؤسسات الرسمية. قد يقول البعض انها القشور ولا يجوز تحميلها فوق ما تحتمل ولكن لهذه القشور دلالات لما وراء الاكمة.

في هذا السياق على سبيل المثال، استذكر ذاك المثقف الذي يستصعب فهم اللهجات الأخرى فيما راح يتباهى ويفاخر بإتقانه للغات الاجنبية، هذا من حقه بطبيعة الحال، ولنا نحن ايضا قراؤه، ان نفاخر بتمكنه من الآداب العالمية وبسعة اطلاعه عليها من مصادرها الاولية.
إلا ان المفاخرة تفقد مصداقيتها وتصبح بمثابة لوازم الزينة كالقشور من الاشياء. كما انها لا تستقيم وهذه العفوية في إنكار، او هل اقول "الترفع" عن فهم اللهجات العربية؟ ويتبع ذلك بطبيعة الحال دعوى عدم التمكن من الاطلاع او فهم الابداعات العربية القطرية، بذريعة استصعاب فهم اللهجات المحلية! ليعذرنا المثقف النخبوي القابع في قطريته، والمستظرف استصعابه فهم لهجة عربية اخرى، والمفاخر المباهي بإتقان اللغات الأجنبية، ان في هذا كثير من الابتذال.

في هذا السياق يجدر الفصل بين العامة والخاصة او النخب، فإذا كان من المعقول والمقبول الاخذ بهذا للعامة، آخذين بعين الاعتبار نسبة الامية الجهل والتخلف السائدة في ارجاء الوطن العربي من اقصاه الى اقصاه، واهم من ذلك الانغلاق القطري القسري الممارس على العامة من الناس. فليس من المعقول ان تقبع النخب القيادية، التي تشارك في بلورة الحالة الابداعية في مكامنها، ولا من المقبول أن تتخندق، هذه النخب التي تدعي حمل رسالة المساهمة في بناء الهوية الثقافية العربية، في أزقة التاريخ الغابر. ثم تلوح لنا براية المستقبل، من سراديب القوقعة القطرية لا بل تستسيغ ذلك. ان قول بعض اقطاب النخب في المشرق العربي بعدم فهم ما يقولة الآخر من المغرب و/ او بالعكس، في سياق الهزل والدعابة او في سياق النقاش الجاد الرزين من شأنه ان يدفع بشحنة جديدة من البلبلة.

في العهد الثاني لملوك الطوائف، هذا الذي نعيشه اليوم في العالم العربي هناك كذلك أمراء الطوائف، هؤلاء هم النخب الثقافية التي تضرب عن سابق علم ودراية بسيوف ملوكها، العاملة ليلا نهارا لتعميق هذا الحالة من التفتت والتشرذم وانحسار الهوية العربية، واهم أركانها اللغة، ومن ذلك التنكر، الغربة والاغتراب عن اللهجات الاخرى. ثم توظيف ذلك كرافعة لتأصيل حالة التشرذم، بواسطة اجترار الحوار وافتعال نقاش محتدم "جدي رزين وموضوعي" بين الداعين الى هذه وتلك. كل هذا عن قصد او بدونه. لإن كان عن قصد ودراية وفهم، انها لمصيبة، وان كان عن براءة ذمة من الفهم والدراية والقصد، فالمصيبة اعظم!. ذلك ان هناك حدا ادنى من التوقعات من هذه النخب.

ليست فقط النرجسية مكمن الداء هنا. فبالإضافة الى الكثير من "المزايا"، هذه الأنظمة وبالأخص من يقوم عليها، تسعى في محاولات حثيثة لتأصيل القطرية، تماما كما تدور الدابة حول الساقية، إلى درجة القت بظلالها على الحالة والنخب الثقافية الإبداعية. وهذه بدورها "تبتدع" المعجزات، وتفرز نرجسية الثقافة المحلية او القطرية، عدا الاستثناءات التي استطاعت فعلاً تجاوز الحدود المبتذلة. وما نراه من جوقات تطبيل وتزمير "أدبية ثقافية إبداعية" ليست سوى أحد وجهين لعملة واحدة. فكما يتحلى الحاكم بأمره في الدولة العربية الحديثة بتلك الصفات التى تجعله فريد العصر والأوان، تشكل حالة المثقف النخبوي القطري ارتداد ذبذبات للحاكم المذكور اعلاه، لا بل فالاول يمهد الطريق للثاني، ليطلع علينا بين الفينة والأخرى بإبتذال ممجوج يبلغ حد الدعارة في حق اللغة والهوية بمقولة "لا افهم هذه اللهجة العامية او تلك".

من الواضح ان هناك حيوية وأصالة ملتصقة الجذور بالعامية، وتشغل حيزا من الهوية اللغوية، ولكن بين هذا وبين بث البلبلة لترسيخ حالة التشرذم هناك الكثير، إن اعلان الحرب سجالا بين العامية والفصحى، والتلويح بعصا الترهيب من "الاسر في حدود المحلية" ما يحمل في طياته الكثير من الخطورة، حيث لا يجوز تخطيه والمرور علية مر الكرام. ان للنخب موقعا رياديا في صياغة الهوية العربية الحديثة، وهذا يشمل اعادة تشكيل وصياغة التوجه لإشكالية اللهجات في اللغة العربية، اذا كان هناك من أقطاب هذه النخب من لا يزال غير مدرك لذلك، لنا ان نتساءل ببراءة وعن طيب النية، كيف وصل هذا النخبوي الى هذا الموقع الريادي أصلا؟! واما من يحسن إدراك ذلك والأبعاد المترتبة عليه ، فلا حاجة به الى أي ملاحظة أصلا!

لا يجوز ولا ينبغي نفي الواقع والعيش في الاوهام. واقع اللهجات واوهام الفصحى، ولكن كقارئة عربية عادية جدا جدا، على الرغم من التباين في اللهجات مما يستدعي ويتطلب جهدا خاصا بالفعل، وربما مضاعفا احيانا، إلا اني ما استصعبت يوما ان افهم على وجه العموم، ما اقرأه او اسمعه من لهجات العربية من "المحيط الى الخليج"، وأعرف، حال قراءة هذا التصريح الخطير، سيقفز الكثير من أقطاب "النخب!" في المشرق والمغرب، ويمتشقون سلاح الذاكرة التي لن تخذلهم، مدللين بالأمثلة القاطعة، ما سبق أن استهجنوا سماعه للوهلة الاولى من مفردات لهجات أخرى، وما تعنيه. إذ علموا او تعلموا بفعل تزايد الإختلاط وإزدياد وسائل الاتصال الحديثة ان بعض المفردات تفيد معنى مغايرا وحتى مناقضا لما ألفوه في لهجتهم المحلية. أليست ردة فعل ساذجة بطفوليتها، ومضحكة في بؤسها، من باب شر البلية ما يضحك!

من الواضح ان اللهجة تشمل المفردات المحلية الايقاع والمنشأ، وهذا من اسرار جمال وثراء اللغة العربية. هذا ما يستدعي فقط إجادة الإصغاء للنغم الذاتي الداخلي للغة، للهوية. ما لا افهمه هو هذا التهديد بالأسر في المحلية، تماما كما لا افهم الطلاسم التي ينمقها فرسان اللغة العربية المنغمسين في هذه اللعبة، انها الوجه الآخر من لعبة شد الحبل بين ملوك الطوائف، وخير ما قيل في ذلك : "الويل لأمة كثرت فيها الطوائف وقل فيها الدين".

• قدمت هذه الورقة في حلقة اليوم السابع في الحكواتي - القدس، إثر مناقشة رواية بير الشوم للكاتب الفلسطيني فيصل حوراني.