هذا الدرويش

ماذا بيدي أن أفعل

وقلب محبوبي حضرة للعاشقين

منارة ترفرف حولها الفراشات

روضته أجمل من كل البساتين

ميناء يتوجه إليه الحيران والظمآن

باحثين عن مراسي

وكأس خمره تدور على المريدين

شهد كلامه أعجز عن وصفه

فمذاقه أحلى من مذائق

كل كلمات البشر

التي وقعت على آذان السامعين

منذ أول الدهر إلى الحين

كل الزهرات من قرنفل، فل

ورد وياسمين

تقعن في هواه وتتغزلن فيه

تغزلن أبيات شعر

وتنظمن قصائد

لا عد لها ولا حصر

راجيات الود منه والوصل

فلا أستطيع سوى الصمت

وسط هذا الزحام ما جدوى الصوت

وبين جمع العاشقات له ما جدوى البوح

عن الشوق الذي بين الضلوع

أو عن الشغف الذي بالقلب

لماذا سرت في هذا الدرب

الذي أوصلني إلى هذا الدرويش

لماذا توقفت عند هذا الباب

لماذا قدر على قلبي العذاب

كلما دخلت حضرته

وشربت من خمره طلبت المزيد

مهما سقاني لا أرتوي

وأطمع في إناء خمره كله لنفسي

وأطمح أن أحدثه بما في نفسي

أتلذذ بمشاهدته وحديثه

أتعذب في بعدي عنه وفي قربي منه

في البعد من الحيرة والغيرة

أدور مثل الدرويشة في حلقات

يحى قلبي وأنتشي

في ساعات الحضرات

وحين يغيب عن عيني

يحزن قلبي وأنطفىء

وأكون بلا روح مثل الأموات