حوار اسمهان ابو الاسعاد مع سحر توفيق

الأديبة سحر توفيق: القراء لا يعتبرون كتابات المرأة إبداع

المصدر: الجريدة القاهرة - أسمهان أبو الإسعاد

تتوزع موهبة الأديبة سحر توفيق بين الترجمة والإبداع القصصي والروائي، وعلى رغم نشاطها في الترجمة تفضل أن تكون أديبة. وصفها نقاد كثر بأنها كاتبة لها مذاق خاص، تبحث عبر كتابتها الأدبية عن وطن يسمح بحرية الغناء وعبر ترجماتها عن سماوات أخرى تغذي الأديبة في داخلها... التقتها {الجريدة} وكان الحوار التالي.

أيهما تفضلين: سحر الأديبة أم سحر المترجمة؟

الأديبة، لكني أحب الترجمة كثيرًا لأنها تغذي الأديبة في داخلي وفي الترجمة أتعارك مع النص، أتعمق فيه، أناقش كل كلمة ومقابلها في اللغة العربية.

ما الذي جذبك إلى ترجمة كتاب {شهيرات النساء} لماريلين بوث، الذي يتناول حياة الفيلسوفة هيباتيا؟

وقعت أسيرة هوى هيباتيا. إنها امرأة فيلسوفة، وعالمة رياضة حكيمة، ومثيرة للجدل على مر العصور. وزاد شغفي بها بعد قراءة {عزازيل}، خصوصًا مشهد النهاية وتفاصيل موتها الدرامي. هزّت هيباتيا الثوابت المقدسة في عصرها، وأصبحت رمزًا لمقاومة التعصب والجهل في كل العصور، إذ كانت لديها رؤية خاصة في الدين والحياة، تتجاوز عصرها وتمثل تحديًّا سافرًا للتعصب. فكان لا بد من التخلص منها لآن أفكارها تقود إلى التفكير والمناقشة والحوار، وتؤكد أهمية العقل والعلم.

ماذا تقصدين بالثوابت؟

الثوابت هي السدود التي تضعها السلطة لتبقى مسيطرةً على العقول، سواء كانت دينية أو دنيوية، وأي اهتزاز لهذه الثوابت والمقدسات يهدد مكانة السلطة عمومًا... أذكر في هذا الصدد رواية كوبو آبي {المرأة التي في الكثبان}. تتناول أحداثها مجتمعًا غريبًا من النساء يعشن في الكثبان الرملية، وكل امرأة تُحدث حفرة في الرمال وتصطاد رجلا لمساعدتها في تثبيت الجدران الرملية بالماء مساء لتنهار صباحًا.

ترمز حياة هؤلاء إلى التقاليد الاجتماعية والثوابت، وهي أشبه بجدران رملية نقيمها ونسخّر أنفسنا لها فتشغلنا عن البحث في المجهول، على رغم أنها تنهار في النهاية.

هل من قيود تحدّ من إبداع المرأة أو تعيقه؟

تعيش النساء مكبلات بالتقاليد، والمرأة الحرّة لا تتخلى عن حريتها حتى لو دفعت ثمنها أضعافًا.

لماذا تُحاط كتابات المرأة بالاتهامات دائمًا؟

لأن غالبية القراء تنظر إلى كتابة المرأة على أنها نوع من الاعترافات الذاتية لا إبداع، وترى الأنثى لا المؤلفة بين السطور. أشير في هذا السياق إلى نساء كثيرات يكتبن بحرية مثل سهير المصادفة، أحلام مستغانمي، فاطمة قنديل وغيرهن.

هل تكتبين بحرية أم تلجمين قلمك أحيانًا؟

لا ألجم نفسي ولا أقيد كتاباتي، وأعبر دوماً عن موضوعات تثير اهتمامي. فإذا لم يتوافر لدي جديد، أمتنع عن الكتابة.

لكن كتاباتك تبدو متحفظة، خصوصًا روايتك {رحلة السمان}؟

أتفادى الصدام المباشر مع الأفكار الرجعية. وفي {رحلة السمان}، طرحت إشكالية انفصام الشخصية، فبطلها حارس المقابر الفرعونية كان يعتقد أن العمل في حراسة المومياوات حرام وانتهاك لحرمة الموتى. لذلك تتراءى له عفاريت المومياوات. وكي يفوز بالثواب أو يبرر لنفسه عمله المحرّم في نظره، يحاول إقناع العفاريت بمبادئ الإسلام. حذفت هذا الجزء من الرواية، خوفًا من الأفكار المسبقة وتجار الحسبة.

ما أبرز سمات جيل السبعينيات الذي تنتمين إليه؟

هو جيل التظاهرات والاحتجاجات ومعارضة النظام. وأعتقد أن هذا الجيل لديه الكثير لتقديمه، لأنه عاش تجربة ثرية وعانى الاضطهاد وتأليب الأجيال الجديدة عليه، وثمة أسماء كثيرة قادرة على العطاء مثل إبراهيم عبد المجيد وعبده جبير وبراء الخطيب وغيرهم.

من ترجماتها

- {العشب يغني} (رواية)، تأليف دوريس لسنج، الهيئة المصرية العامة للكتاب، 2009.

- {مذكرات صبي مجند}، تأليف إشمائيل بيه، دار الشروق، 2009.

- {شهيرات النساء: أدب التراجم وسياسات النوع في مصر}، تأليف ماريلين بوث، المركز القومى للترجمة، 2009.

- {الهوية والعنف: وهم المصير الحتمي}، تأليف أمارتيا صن، سلسلة عالم المعرفة، الكويت، يونيو 2008.

- {كريك وأوريكس} (رواية)، تأليف مارغريت أتوود، المجلس الأعلى للثقافة، 2007.

- {نمو مع العلم} (4 أجزاء)، دار إلياس العصرية، القاهرة، 2007

- {من أشهر العلماء العرب (أبو القاسم الزهراوي)}، دار إلياس العصرية، القاهرة، 2007.

- {من أشهر الفلاسفة العرب: (ابن سينا)}، دار إلياس العصرية، القاهرة، 2007.

- {المرأة المحاربة}، تأليف الكاتبة الأميركية ماكسين هونغ كنغستون، المجلس الأعلى للثقافة، القاهرة، 2005.

- {المذنبة} (رواية)، تأليف الكاتبة الكندية مارغريت أتوود، المجلس الأعلى للثقافة، القاهرة، 2005.

- {أرض الحبايب بعيدة: رحلة نقدية في حياة وأعمال بيرم التونسي}، تأليف الباحثة والمترجمة الأميركية. {ماريلين بوث}، المجلس الأعلى للثقافة، القاهرة، 2002.

- {فلاحو الباشا}، الأرض والمجتمع والاقتصاد في الوجه البحري 1740-1858، تأليف المؤرخ الأميركي كينيث كونو، المجلس الأعلى للثقافة، القاهرة، 2000.

- {قصص برازيلية}، ترجمة عن الإنكليزية بالاشتراك مع الأستاذ خليل كلفت.

إبداعات عالمية، الكويت، أبريل 2000.

أهم أعمالها

{أن تنحدر الشمس} (مجموعة قصصية)، {طعم الزيتون} (رواية)، {رحلة السمان} (رواية) {بيت العانس} (مجموعة قصصية).