في الثانية والأربعين،
لا أحد يولد.
العظام قديمة،
والقلب مثل كوزٍ جافّ في صيف طويل.
الريحُ تمرّ من رأسي،
تترك فيه هديلًا قديمًا لحمامة
لم تجد عشّها.
في الثانية والأربعين،
صرتُ خفيفًا كظلّ صبيٍّ مات قبل أن يحفظ اسمه.
أمشي على رصيفٍ مهجور،
أعدّ الشقوق كما تُعدّ النكبات.
غزّة
خدشٌ في جمجمتي.
كلما متُّ، وُلدتُ.
وكلما وُلدتُ، فُقِد شيء مني.
أعيادي
صور لي وأنا أبتسم،
ولا أحد في الخلفية.
في الثانية والأربعين،
أعرف أن الطير الذي عبر نافذتي منذ عام،
كان أنا،
وأن الجدران التي طارت في الجو،
كانت تحجب الشمس
لذلك
نسيت شكل السرير،
النافذة،
المرآة التي كانت تعرفني.
لكنني أتذكّر جيدًا
أنني لستُ ناجيًا.
الناجون لا ينامون مع الأشباح.
أنا الباقي في الهواء،
في الرماد،
في حنجرة الأغنية التي انقطعت فجأة.