صوت شاعرة

موعودة الأنثى الشرقية أن تكون دمية لرجل ما
لا يتحقق وجودها إلا من خلال أن تكون حرم فلان
لا يعترف بها ولا تكتمل إلا بزواجها من رجل
أو شبه رجل تحيا في ظله صامتة
ففي الشرق تختن ألسنة الفتيات في طفولتهن
وتؤد في حناجرهن الكلمات
في الشرق تصادر أحلام الفتيات
وينتزع من عقولهن الخيال
في الشرق لا حظ ولا مكانة للمبدعات
الشاعرات في مرتبة المتمردات
متبجحات خلعن عباءة الحياء
خرجن عن مسار القطيع
بعضهن تخفين خلف أسماء مستعارة
أخريات غامرن بالكتابة في ضؤ النهار
وكشفن عن وجوههن الأستار
مبدعات الشرق متهمات بالافصاح عن المشاعر
والتجرأ باعلان احلامهن على الملأ
كل شاعرة يشكك بعض الرجال في موهبتها
بأنه لابد أن يكون هناك رجلا ما
يكتب لها أو على الأقل يصحح سطورها
كل شاعرة يشكك بعض الرجال في عفتها
بأنه لا بد أنها دفعت ثمنا ما
في مقابل نشر حروفها
كل شاعرة يفتش بعض الرجال عن سر الهامها
!هل هي حرم فلان؟ تكتب له وحده؟
أم أنها عابثة تفوح من حروفها رائحة المغامرة
كل شاعرة في الشرق تصطدم أحيانا بأشباه رجال
يتحكمون في عالم النشر
يدعونها إلى دخول عالم الأدب
عن طريق درب قلة الأدب
يتجاهلونها في مكاتبهم كمبدعة
ويرحبون بها في مخادعهم كفريسة
فما دامت اطلقت العنان لخيالها
ولم تدفن قلمها فهي في عرفهم مستباحة
لا يهمهم أفكارها أو اسلوبها في الكتابة
ولكن يريدون التهام شفاهها
لا تسرهم الموسيقى الداخلية في نصوصها
ولكن تأسرهم فكرة التعرف على ملابسها الداخلية
والتسلل إلى شراشف فراشها الدافىء
ومضاجعة بنات أفكارها
عندما تبوح الأنثى بمشاعرها في الشرق
تعلق لها مشنقة وتفتح لها المحاضر
مع كل قصيدة حب جديدة
وتبقى مادة للتسلية يلاحقها الغمز واللمز
ونفس السؤال: لمن تكتب؟