تعطل جهاز اللابتوب عن العمل فجأة، فلم أستطع غلقه ولا فتح أي ملف به، وبذلت كل المحاولات وضغطت على كل المفاتيح التي أعرفها والتي لا أعرفها، ولم يستجب، نزعت عنه الكهرباء، وأخرجت البطارية الداخلية، وأعدت تشغيله، فلم يعمل.
كنت أحضره معي كل صباح، بعد أن يئست من تسليمي جهاز كمبيوتر مكتبي مثل كل الأجهزة التي عند الزملاء.
في كل مرة يقول رئيس التحرير، لك جهاز في الدفعة القادمة. وتأتي الدفعة القادمة ولا أحصل على شيء، فيتعلل بأن لي جهازي الخاص الذي أحضره معي كل صباح، ويطالبني بالصبر قليلا.
طلبت طابعة للجهاز، فماطل أيضا واضطررت إلى شرائها من جيبي الخاص، ووضعتها على مكتبي بعد أن عرّفت جهاز اللابتوب عليها.
وعندما طلب مني كمال حسين (موظف الدعم الفني) أن أشارك في شبكة أجهزة المجلة لنكون على اتصال ببعضنا البعض، رفضت، وقلت له: عندما يكون لي جهاز مثلكم أشارككم، أما هذا الجهاز فهو ملكية خاصة، لا أريد أن أشارك به في الملكية العامة لأجهزة المجلة.
ونقل هذا الكلام إلى رئيس التحرير، فقال: يبدو أن لديه أسرارا على جهازه يخشى أن نتعرف عليها من خلال الشبكة الداخلية للأجهزة.
اضطررت إلى اللجوء لكمال حسين لإصلاح الجهاز، فطلب مني أن يصلحه في منزلي، أو على المقهى بعد الدوام، وليس في مقر المجلة، لأنه ليس من أجهزة المجلة.
وافقته وقلت له: مع كل الحق. ووصفت له منزلي، فحضر في الميعاد المحدد، وأخذ يعالج الجهاز، ويتعرف على الأنظمة والملفات، وينظر في المسارات والمجلدات والبرامج، ويفعل كل ما يريد، وأخيرا قال لي: هناك الكثير من العطب في الملفات، ويلزمك إنزال نسخة ويندوز جديدة؟ فقلت على الفور: ما يخالف هل معك نسخة لإنزالها الآن؟
ـ أنا قادم ومعي كل الاستعدادات لإصلاح أي عطب، ومعي كل النسخ والبرامج، ولكن الإنزال يحتاج إلى بعض الوقت.
ـ أنزلها، إذا لم يكن وراءك شيء، فأنت تعرف أنا لا أستطيع الاستغناء ليلة واحدة عن الكمبيوتر، وليس عندي جهاز آخر غيره. سأعد لك شايا ثم نطلب عشاء من المطعم، ما دام الأمر سيستغرق وقتا كما تقول.
كنت أتابعه من المطبخ، وهو يحمِّل ملفاتي على هارد ديسك خارجي، لا أكاد أرى أصابعه من حركتها السريعة، ولا أعلم على أي زر يضغط، ربما يضغط على عشرين زر في الضربة الواحدة.
عندما سألته عن ضرورة وأهمية نقل الملفات قال: حتى يكون لدينا نسخة احتياطية، قبل إنزال الويندوز الجديد.
بدأ الشك يتسرب إلى عقلي. إنها فرصة ذهبية كي يطلع رئيس التحرير على نسخة من ملفاتي المخزنة على الجهاز منذ سنوات (جاءته على الطبطاب) ودون أن يسعى إلى ذلك، ويضع خططا ويكلف أشخاصا بمراقبة جهازي الخاص.
ولكي أبعد الشك سألت كمال: هل ستمسح تلك الملفات من على الهارد الخارجي بعد استعادتها على جهازي؟
ـ بالتأكيد.. فهذه أسرار لا ينبغي لأحد الاطلاع عليها.
بعد يومين قابلته في مصعد المجلة، يحمل الهارد الخارجي في يده، ما لفتني أنه كان يحاول أن يخبئه عندما وجدني في المصعد، وكان صاعدا به للدور السابع.
هارد ديسك خارجي
بقلم: احمد شبلول - في: الخميس 16 نوفمبر 2017 - التصنيف: قصص
فعاليات
مناقشة رواية قلب ظلمات لجوزيف كونراد
إبريل 27, 2024
تمت مناقشة قلب ظلمات لجوزيف كونراد يوم السبت 27 إب...
الأديب: رؤية ومسيرة ... حوار مع فرانسيس بويل عبر تطبيق زووم
فبراير 24, 2024
تمت هذه الحلقة في 24 فبراير 2024 وتستطيع مشاهدة حو...
مناقشة رواية مصرية للدكتورة فوزية أسعد
نوفمبر 25, 2023
احتفاء بفوزية اسعد الروائية المصرية وأستاذة الفلسف...
عرض ومناقشة رواية أكثر العيون زرقة لتوني موريسون
أكتوبر 28, 2023
عرض ومناقشة رواية أكثر العيون زرقة لتوني موريسون ع...