ما بين المُصرَح بهِ
والمسكوتْ،
قلوبٌ هائمة
تُحلِق في الملكوتْ
فراخٌ صغار
يقتلها السَغبْ ،
بلا جدوى،
تنتظرُ وصولَ القوتْ.
يفتح عينيه ،
يتمتم باسم الله :
يا مُفرج الهَمِ،
يا كاشفَ المَلماتِ
والكروبْ.
يتحسسُ جيبه الخاوي ،
يغلبهُ الدمع ،
ويأبى دمعه السكوتْ :
ضاق الصبرُ منا
وأضنتنا بسوادِها
الدروبْ.
يرنو للسماء ،
يناجيها ،
يناديها ،
يغلبه اليأسُ
ويغرقُ في دواماتٍ
من قنوط ْ.
لا أنتِ نعسة التي عهدناها ،
ولا أنا ، بين الورى، أيوبْ.
هل كان ذنبي يوماً
أني رفعتُ الرأسَ
وحملقتُ في عينِ الشمسِ
لتقتلني الحقيقة
ويسفعني بنارهِ الجبروتْ.
فظننتُ أني كباقي البشر
لي حياةٌ ،
لي كرامة،
ولي وجودْ .
يا هذا !
فلتبق حبيساُ ،
في الظلِ وحيداٌ،
فحراسُ الليلِ على الطرقاتِ
يخنقونَ الضوءَ
يبشرونَ بالغدِ الموعودْ.
يكفيكَ الحلم
وبضعَ لقيماتٍ
تقيم أودَ الصغار
فالفيضانُ لابدَ آت،
يأتي على الأخضرِ واليابسِ
ويُشفِى لظى المكروبْ
وأنتَ بلا سفينة
ولا شط ترسو عليه
فأين المفر ؟
والدروب كلها
بلا وجهة
فتساوت في الليل المنايا
وضاعت في زمن الفتنة
الحدود.
***