نثرات تشكيل فلسطينية - الكتاب الاول

(0)
التصنيف: فنون
الناشر: مركز مساواة
عام: 2017

استطاعت الكاتبة أحلام مستغانمي في روايتها “ذاكرة الجسد” أن تعطي تفسيراً قريباً حد التطابق مع واقع حالنا العربي بصورة عامة، وحال العرب الفلسطينيون الباقون في وطنهم بشكل خاص، من خلال تعاملها مع ظروف المبدعين الجزائريين المشتتين في فرنسا حيث كتبت تقول:

“أنت تعيش في بلد يحترم موهبتك ويرفض جروحك، بيد أنك تنتمي لوطن يحترم جراحك ويرفضك أنت” والقصد هنا عن المؤسسات العربية ” الوطنية” الرسمية.

منذ أواسط الثمانينات تزايد عدد الذين انهوا دراستهم في موضوعات الفنون التشكيلية من أبناء الشعب الفلسطيني في الداخل، فالبعض منهم تلقى تعليمه داخل المؤسسات الاكاديمية الإسرائيلية المختلفة، والبعض الآخر من خلال المؤسسات التعليمية في الخارج.. وأصبحت لدينا أسماء معروفة في مجال الإبداع والتربية الفنية. كما أن البعض منهم شارك في العديد من المعارض المحلية والدولية ضمن مشروع ثقافي ملتزم لفنانين فلسطينيين وإسرائيليين. وعمل البعض منهم أيضًا في المؤسسات التعليمة الإسرائيلية والعربية في الجليل والمثلث.

على الرغم من تزايد عدد الفنانين الفلسطينيين في الداخل وتواجد المؤسسات الثقافية البلدية، من خلال ما يسمى المراكز الجماهيرية في المدن والقرى العربية وأقسام الثقافة والفنون في المجالس والبلديات، وتخصيص الميزانيات لدفع الحركة الثقافية. إلا أن التعامل الفعلي مع موضوعات واحتياجات مشروع الفن التشكيلي فيها ما زال متواضعاً وخجولاً. فمكتبتنا المحلية لا تمتلك كتاباً واحداً عن تاريخ الحركة التشكيلية في الداخل وليس هناك من مادة تحمل السمات الأساسية لوجودها. كما إنها تفتقر لدراسات عن الفنانين الفلسطينيين العرب، وربما هناك عدد من الكتب “سيرة ذاتية” عن فنانين نشرت في الآونة الأخيرة، ضمن مشاريع معارض او دراسات متواضعة عنهم، وذلك بتوجه وتمويل متفرد المصدر والهوية يعود معظمه الى مؤسسات اسرائيلية. إضافة إلى انعدام ايجاد قاعات عرض (جاليري) بالشكل الذي يسد الاحتياجات المطلبية لإقامة المعارض المحلية في قرانا ومدننا العربية، سوى قاعة الفنون الجميلة في أم الفحم، والمركز الثقافي على اسم محمود درويش الذي استحدثه المركز الثقافي البلدي في الناصرة. ناهيك عن عدم وجود أي متحف، أو شبه متحف، يرعى الإبداعات الفنية من إنتاج الفنانين العرب في الجليل والمثلث.