فؤاد التكرلي

العراق

رواية االكاتب " حديث الأشجار" كانت اختيار نا لكتاب الشهر في ابريل 2009
تجد معلومات إضافية عن الكتاب وكاتبه والحوار الذي دار حوله في صفحة الكتاب

التكرلي روائي وقاص ومسرحي له الكثير من الأعمال الأدبية التي بدأ في نشرها منذ الخمسنيات.

ولد التكرلي في بغداد عام 1927، ودرس القانون في كلية الحقوق وتخرج عام 1949، وعمل في البداية كاتبا في إحدى محاكم بعقوبة، ثم محاميا وقاضيا ومستشارا قانونيا، وظل يتنقل بين عدد من الوظائف العامة إلى أن تقاعد.

وقد ظهرت اهتمامات التكرلي الأدبية في وقت مبكر من حياته ربما قبل تخرجه مباشرة في عام 1949 حينما أنهى كتابة روايته الأولى "بصقة في وجه الحياة".

إلا أنه لم يجرؤ، كما صرح فيما بعد، على نشر هذه الرواية لأنه اعتبرها "سابقة لعصرها" وأن جراتها كانت كفيلة بخلق الكثير من المتاعب له ولناشريها. وظلت تلك الرواية حبيسة الأدراج إلى أن نشرها عام 1980 عقب نشر روايته "الرجع البعيد".

أما مجموعته القصصية الأولى "الوجه الآخر" فقد نشرها عام 1960. وكانت قصته القصيرة الأولى قد نشرت في مجلة "الآداب" البيروتية عام 1951 بعنوان "همس مبهم".

وأصدر بعد ذلك عددا من الروايات والمجموعات القصصية والمسرحيات منها "خاتم الرمل" و"موعد النار" و"الصخرة" و"الكف" و"خزين اللامرئيات" المسرات والأوجاع".
أدب اجتماعي

ويتفق الكثير من النقاد على اعتبار أدب التكرلي أدبا اجتماعيا سياسيا يهتم بالإنسان في محيطه السياسي الاجتماعي، ويمنح الاهتمام لسيكولوجيته الاجتماعية، لكنه من زاوية أكثر شمولا، يعد ادبا تاريخيا لقسم من تاريخ العراق المعاصر.

وفي روايته "اللاسؤال واللاجواب" وهي آخر رواياته وقد صدرت عام 2007، يتناول التكرلي سنوات الحصار التي عاشها العراق من عام 1990 إلى 2003.

ويعتبره النقاد أحد أبرز كتاب "جيل الخمسنيات" أو ما يطلقون عليه جيل الريادة الحقيقية في القصة العراقية إلى جانب غائب طعمة فرمان (1927-1990) وعبد الملك نوري (1921-1998) ومهدي عيسى الصقر(1927-2006).

وقد حاول هؤلاء على اختلاف رؤاهم ومشاربهم الفكرية والسياسية تأسيس شكل جديد في النثر العراقي يوازي ما صنعه مجايلوهم في الرسم والنحت والشعر.
حزمة واحدة

عن هذا الجيل تحدث التكرلي ذات مرة فقال إنم يشكلون "حزمة واحدة متكاملة، يتشابهون في التعبير الواقعي عن المجتمع" لكنه يشعر أنه مختلف عنهم فيما يتعلق بالتعبير عن الفرد.

ويمضي موضحا: " نشترك برسم لوحة بانورامية واسعة لمجتمع تلك الفترة، ما أنجزه الخمسينيون في القصة يفوق ما أنجزه زملاؤهم الشعراء والذي كتب عنه الكثير، أما لماذا لم يتم الإهتمام به عربيا؟ فلأن للشعر سطوة أقوى من القصة القصيرة، الشاعر المجد هو الأعلى، بينما يأتي كاتب القصة خلفه بمراحل".

لم يتعرض التكرلي لبطش السلطة في عهد صدام حسين كما تعرض كتاب عراقيون غيره، بل حاول النظام السابق دائما استمالته و"تحييده".

وقد اشتغل طويلا بوظائف عامة في الدولة وعين في مناصب رسمية. وربما يكون هذا الموقف وراء ما تعرض له من انتقادات قبل وفاته بعدة أشهر عندما قبل العمل كمستشار للرئيس العراقي، جلال طالباني، لشؤون الثقافة والأدب.

هذا الموقف دفع بعض نقاد التكرلي إلى مهاجمته واتهامه بـ "التقاعس عن ابداء أي اشارة احتجاج على احتلال العراق" بل وحاولوا ايضا التقليل من شأن موهبته الأدبية.

وقد انتقل التكرلي بعد سقوط نظام صدام عام 2003، إلى سورية ومنها إلى تونس حتى استقر في عمان حتى وفاته.