خان زاده ”للينة كريدية“ من الشخصية المسطحة إلى الشخصية الإشكالية

يُلاحظ في العشرية الأولى من الألفية الثالثة أن الرواية التي تكتبها المرأة العربية في تطور تصاعدي سواء من حيث أعدادها الكمية أو من حيث نوعياتها الكيفية. ساعد على هذا النماء تطور على مستوى البنيات التواصل وتقنيات المعرفة، وكذا اتساع دائرة الحصول على الفكرة والمعلومة ويسر الوصول إلى الآخر عبر الشبكة الدولية للإنترنيت، مع ارتفاع صوت العالمية. ولقد كان لهذا التطور نتائج إيجابية استفاد منها الأدب عامة والكتابة الروائية خاصة، من تلك الفوائد وضوح مفهومي الكتابة النسائية والكتابة النسوية وغاية ووظيفة كل منهما في الحياة والأدب. وقد تبين ميل كثير من الكاتبات اليوم إلى الخيار الأول، بعدما تكشَّف أن دعوة توظيف الكتابة لأجل فكرة النسوية أظهرت ضعفا في التخييل الأدبي على حساب الإيديولوجيا النسوية التي يمكنها أن تتبلور في خطابات أخرى صحافية وسياسية وفكرية وحتى علمية محضة بصورة أفضل وأكثر وضوحا.
لا يعني هذا أن الأدب لم يعد مهتما بالإيديولوجيا النسوية ولكنه استطاع أن يجمع بين الدعوة الفكرية؛ اليديولوجيا النسوية وبين جمالية الأدب وتقوية قدرته على خلق المتعة والفائدة في آن. فلم تعد الكتابة النسائية مجرد رومانسية بكاءة مغرقة في الذاتية ولا تهتم بمحيطها الاجتماعي والسياسي والقضايا الأساس والأولويات، كما تخلت الكتابة النسوية عن الصراعات غير الحقيقية التي تضعف دعواها وتهمل القيمة الجمالية للكتابة الأدبية.
رواية “خان زاده” للكاتبة اللبنانية “لينة كريدية” الصادرة هذا العام (2010) عن دار الآداب نموذج للتطور الذي تشهده كتابة الرواية عند المرأة العربية، التي تكتب باللغة العربية، لأنها جمعت بين الأسئلة الإشكالية للخطاب الروائي وبين طرح قضايا نسوية في تلميح حينا وتصريح أحيانا أخرى، دون الإخلال بنظام الحبكة المتينة المتماسكة الذي ارتضته الكاتبة لروايتها الأولى.
تطرح رواية “خان زاده” بإلحاح مسألة “الزمن”؛ الزمن في الرواية، وصراع الإنسان مع الزمن. يعلم الدارسون صعوبة دراسة الزمن في الخطاب الروائي، لأنه موزع بين زمنية الأحداث (القصة) وبين زمن (الخطاب) عبر تنوع طرائق ترتيب المتواليات السردية والمقاطع المشهدية، وبين زمن القراءة، وبين مساءلة الزمن كمفهوم فكري وك”شخصية روائية” مشاركة ضمنيا في بناء الخطاب وبلورة الحبكة، وبين زمن اللغة السردية (أزمنة الأفعال الثلاثة)…
يمتد الفضاء الورقي للرواية على مدى (126) مئة وست وعشرين صفحة، لكنه على مستوى القصة لا يتجاوز “سهرة ليلة واحدة”، أي بضع ساعات، أما على مستوى الخطاب فيمتد الزمن حسب استذكارات واسترجاعات الساردة من الطفولة، وما قبلها، حتى شارفت الساردة الخمسينيات من عمرها.
تنوع الزمان في الرواية له تأثير كبير على مستوى قراءة النص، كما أنه دعوة إلى السؤال حول قضية جوهرية في الكتابة والكتابة السردية خاصة، وهو: كيف يمكن حشر عدد هائل من الأحداث (الحرب الأهلية (الطائفية) اللبنانية، الاجتياح الإسرائيلي لبيروت…)، والشخصيات الروائية (الساردة، روعة، جيهان، الوالد، الوالدة، خان زاده، رئيفة، العم أسامة، نضال، رامي…)، والقضايا (الجنس/ الجسد، الحرية، الوحدة، النكوص، العصبية، الطائفية…) ؟؟؟
في الجواب عن هذا السؤال المركزي يكمن جوهر الكتابة السردية المطولة: (الرواية). لقد استعمل جيرار جينيت مصطلح “التوسيع” الذي يقوم على خلق مزيد من المحفزات ضمن المحكي الواحد، كما نجد في المحكي الخاص بشخصية “جيهان” في رواية “خان زاده”، وقد تم توسيع محكيها بوضع صفات مميزة للشخصية الروائية، والانتقال بها من شخصية مسطحة إلى شخصية إشكالية، لأن الشخصيات المسطحة لا تسهم في بلورة الأحداث ولا تساعد على خلق محفزات جديدة تضمن للصيرورة السردية التنامي والترابط، عكس الشخصية الإشكالية الحيوية التي تفاجئ السارد والقارئ في آن بسلوك أو فعل أو فكرة جديدة، بدورها تحتاج إلى تنمية وتقوية وتوسيع وتبرير وتعليل، وتساهم في توليد امتدادات جديدة لمحكيات أخرى مجاورة.
تعتبر شخصية “جيهان” إشكالية لأنها، حسب المحكي الخاص بها، تأرجحت بين وضعيتين متناقضتين: الشخصية القوية الثائرة والمناضلة في الجامعة، ثم الشخصية المتعصبة للعائلة والعتاقة. جاء في الرواية:” من كان يظن، ولو للحظة واحدة، أن جيهان مثلا ستعود إلى نقطة الصفر؟ لم تكتف بعبد المطلب وأم كلثوم وناظم الغزالي، وكل الأثاث القديم والتقاليد، بل تراجعت عن الكثير مما حاربنا لأجله في الجامعة حين كنا دون العشرين. عادت رويدا رويدا إلى التعصب والمذهبية…” ص (7).
تراجع شخصية “جيهان” لم يكن رغبة ذاتية فحسب بل تسببت فيه التحولات السياسية وما رافقها من تراجع في القيم، والتخلي عن مواقف اجتماعية وفكرية كانت المحرك الأساس والموجه للفئات المتنورة والمثقفة، كما تبين الرواية، وهذه من مميزات رواية “خان زاده” للكاتبة اللبنانية “لينة كريدية”، يقول النص:” كان تراجعها الأول وقت العدوان الثلاثي ومن بعد النكسة، ثم كان تراجعها الثاني حين أحبت سميرا. خيل للجميع أنهما أجمل عاشقين؛ مناضلان على رأس كل المظاهرات داخل الجامعة لفتح كليات جديدة، وخارجها ضد غلاء المعيشة [...] بدأ سمير كفاحه، فسافر إلى بلد عربي ليعمل هناك، وظلت رسائله تمطرها أسبوعيا، ثم أخذت بالتراجع تدريجيا [...] إلى أن عاد يوما مع زوجته، ابنة الوزير السابق. التراجع الكبير كان خلال الحروب الأهلية وسقوط بيروت.” ص (8.7)
واضح أن الكاتبة لينة كريدية تربط بين تراجع الشخصية الروائية بتراجع القيم والتحول الفكري والسياسي والاجتماعي، وتربط نكوصها بخيبة الأمل في الحب وفي النضال. كما تبرز حالا من “الانقلاب” في المواقف، وحالا من “الاضطراب” في العلاقات. إنها تنقل موقفا، وتحدد رؤية لما يحدث في لبنان.
ومن أجل اختراق ضيق مدة القصة:” جلسة سهرة الليلة” وترتيب أحداث الخطاب، وظفت الكاتبة تقنية أخرى: جيوب الحكاية. وما أسميه جيوب الحكاية هو تلك الامتدادات التي لا يمكنها أن تشكل محكيا تاما، ولا تتجاوز حدود المحكي التكميلي، للإضاءة أو الترميم أو الوقفة السردية أو الإشارة إلى ظاهرة مسكوت عنها كما في المحكي التكميلي الخاص و”السري”، أي تجلية ظاهرة مسكوت عنها، بين “جيهان” و”ابنة صديقة أمها” التي كانت تستغلها جسديا، تعتدي عليها جنسيا ص (39.38). أو المحكي التكميلي الآتي الذي يبرز المدى الذي يمكن أن يبلغه الحقد والرغبة في الانتقام والإذلال، إنه محكي تكميلي ولكن وظيفته هامة جدا في بناء المتخيل الروائي، وتبين خصلة شائتة وشنيعة من ضعف الإنسان، ويتعلق بالاعتداء الجنسي على الطفلة الصغيرة “هبة” أخت الشخصية “روعة” صديقة الساردة وركن من أركان الثلاثي (الساردة، جيهان، وروعة)، جاء في النص الروائي:” لم تحدثنا روعة عن زوج قريبتها وصديق والدها إلا أثناء الجامعة، حين ظنت أنها تجاوزت نفسيا محاولة اعتدائه الفاشلة عليها، ولكن محاولتي نجحت مع شقيقتها هبة. كانت تدعو هذا القريب “عمي” علي. ياتي لزيارتهم دائما هو وزوجته، كان هذا “العم” يضمر لوالدها أشد مشاعر العداء والحقد التي تجسدت في محاولته الاعتداء على الطفلتين أثناء استضافتهما في أحد المصايف. وحين واتته الفرصة انقض عليهما، أسعف الحظ روعة وهربت إلى الشرفة، ووقفت على حافة البلكون. خاف أن ترمي نفسها فعاد إلى هبة التي كانت نصف نائمة وتمكن منها، لم تجد توسلات الطفلتين. كان قد أقسم أن يذل أباهما ويكسر رأسه دون أن يدري. لم يكن يقصدهما، بل يقصد إهانة الأب الذي لم يعرف يوما ما أصاب ابنتيه أو أفقد ابنته الطفلة عذريتها، ولم تتجرأ الأختان على ذكر الحادثة. ص (52.51).
يتعلق المحكي التكميلي الآخر باعتداء واستغلال صديق الوالد الأستاذ راتب جنسيا للطفلة “روعة” معتمدا على الإغراء باللعب والهدايا، ص (53.52). يأتي هذا المحكي التكميلي للمحكي التام لشخصية “روعة” لإضاءة ظواهر نفسية وسلوك شاذ ينبغي الحذر منه على الأطفال، فالأستاذ راتب رغم لطفه وتأنقه الظاهري، كان شاذا جنسيا وله ميول جنسية غير سوية يحسن إخفاءها، تقول الساردة عنه:” فقد كان صديق والدها –الأستاذ راتب- يعاملها بلطف شديد، لم يكن في نيته إيذاؤها أو إيذاء والدها. كان مهووسا فقط بالفتيات الصغيرات الشقراوات…” ص (52).
إذا كان تركيزنا في هذا المقام على التقنيات والأساليب السردية التي جعلت البناء السردي في “خان زاده” لولبيا ابتدأ بمدة زمنية محدودة: “جلسة سهر لليلة واحدة”، ليتسع في دوائر لا منتهية على مدى (126) صفحة، وليشتمل على محكي حياة وأفعال متنوع ومختلف، إذا كان هذا وكدنا فإن محتويات ومقاصد المحكيات التكميلية تجيب تصريحا وضمنيا على السؤال: كيف تعاملت المرأة الكاتبة مع إشكالية الكتابة النسائية والكتابة النسوية؟ وتبين كيف تغلبت عليها – الإشكالية – عندما لم تنس المرأة قضيتها “النوعية” التي تشكلت عبر مراحل طويلة من التاريخ الإنساني والصراع بين التملك والرغبة في التحرر، ولم تهمل الوظيفة الجمالية للأدب. والمحكيان التكميليان أعلاه يبينان الجانب “الأطروحاتي” في الرواية، أي الموقف الفكري من وضعية المرأة داخل المجتمعات الذكورية، كما يبينان طموح المرأة إلى التحرر والانعتاق من التقاليد بالتمرد عليها.
استعملت الكاتبة “لينة كريدية” إضافة إلى “التوسيع” و “المحكي التكميلي” تقنية مشهورة وهي “الاسترجاع والاستذكار” للتغلب على مشكلة الزمن السردي الناتج عن اختيارها الاشتغال ضمن مدة زمنية ضيقة لا تتجاوز بضع ساعات. ورواية “خان زاده” تقدم نفسها كرواية تأمل واسترجاع لحياة شخصيات مميزة بصفات أو أفعال خاصة، وكرواية استذكار لوقائع اجتماعية وسياسية مؤلمة.
يبدأ محكي رواية “خان زاده” مركزا (مبئرا) على الجارات/الصديقات الثلاث: الساردة، وجيهان، وروعة. تقول الساردة:” رشفة أخرى، وشعور لطيف يدغدغني، فأتذكر بعض الأغاني التي نشأنا عليها، أنا وجيهان وروعة، نتركها فترة ونعود إليها على مدى سنوات، نحن الجارات الثلاث، باختلافاتنا وتشابهنا. جيهان الطفلة المدللة بين إخوة ذكور والترف المادي الذي حسبناه ميزة، فاتضح أنه أصل الشك الذي يلازم حياتها. وروعة المهملة التي تعيش على هامش أسرة لا تهتم إلا بالمظاهر. وأنا المرتبكة، المستغرقة في أحلام اليقظة، يصفعني الزمن دوما، ويعيدني إلى أرض الواقع.” ص (35).
انطلاقا من الصفات المميزة والوضعيات يتشكل محكي كل واحدة من الجارات الصديقات، وبالتالي يكون محكي جيهان مركزيا، ويليه في الأولوية والأهمية محكي روعة، ويشملهما محكي الساردة ويتضمنهما، فعبر محكي جيهان وروعة يتم التلميح لمحكي الساردة، محكيها الخاص الذي يقوم على الوحدة، والرغبة في تبني طفل وامتلاكه، والموقف من الحب ومن الجنس، والموقف من العائلة والقضايا السياسية والاجتماعية التي يعاني منها لبنان، والموقف من بيروت قبل وبعد الحرب واكتساح العولمة…
مقابل هذه المحكيات الثلاثة نجد محكي الاسترجاع والاستذكار الذي يفتح دوائر السرد أكثر ويلفها على بعضها دون انغلاق، فتسترجع الساردة حكايات خاصة بأشخاص مميزين من العائلة، مثل: العم أسامة الثائر على عادات وتقاليد العائلة، وحكاية كفاح والد الساردة حتى مماته. وهما محكيان مستقلان مكَّنا السرد من التنامي وأكسبا الحبكة متانة وتماسكا، كما أنهما ساهما في التغلب على إشكالية الزمن السردي. ومن الاستذكار نورد نموذجا بعض ذكريات الشخصيات الآتي، رغم أنها لا تشكل محكيا مستقلا، وتاما، بل تبقى مجرد متواليات سردية تضيء النص أو تضيف فكرة أو أنها تبرز موقفا متمردا أو صفات إنسانية، مثل شخصية خان زاده التي أخذت الرواية منها عنوانها، المرأة الحنون التي لم تنس أخاها المطرود من “جنة” العائلة وفيئها (العم أسامة)، والعطوف التي تضم إليها الساردة وهي طفلة، وتتستر على أفعالها وباقي فتيات العائلة، المرأة التي وصفتها الساردة بالملاك في سياق حديثها عن نفسها:” أفكر في كل عائلتي، أنا لا أشبه خان زاده، لا، لست ملاكا ! ولا أشبه جدتي رئيفة الصبورة المبتسمة كالنبي أيوب طبعا. ربما أشبه العم أسامة، أو طليقة جد جدي، صاحبة الواقعة الشهيرة لأول طلاق في العائلة…” ص (62). وتستدعي تذكر الجدة رئيفة الغاضبة على أخيها الذي شوه سمعة العائلة، وحبس العرسان بفعلته من التقدم لخطبتها وأختيها، وإضافة إلى صبرها وابتسامها فهي قاسية. كما تتذكر الساردة في لحظة رثاء بيروت الجديدة في عصر العولمة والانفتاح غير المنظم، وانتشار العمارات والمحلات التجارية العالمية حكاية جارهم، فتقول:” رحل جارنا أيضا، كشّاش الحمام العجوز، مع شجرتي الإكي دنيا والياسمين اللتين كان يعتني بهما، ليسارع الورثة إلى بيع العقار، ورحلت حماماته الحبيبة إلى المجهول…” ص (111)…
تبدو رواية “خان زاده” مثل ألبوم لصور العائلة، ومثل حكايات الصديقات الحميمات؛ تتصفحه الساردة في جلسة سهرتها الليلية، فتستدعي الصور الحكايات والوقائع، ثم تبحث الساردة في أسباب التحول والتغير وتبدل الأحوال وانقلابها إلى ضدها، فلا تجد غير التحولات التي عرفها العالم، وعرفها لبنان الذي قدر له أن يكون مسرحا للصراعات الدولية، ويعاني أهله ومدنه خاصة بيروت من الويل.
هناك تقنية أخرى يمكن استخلاصها من الصيغة السردية في رواية “خان زاده” وتتمثل في “التضمين”، فالساردة تضمن محكياتها عن أفراد العائلة، أو عن صديقتيها (جيهان وروعة)، بالعديد من الحكايات الصغرى الخاصة بالشخصيات الثانوية المتصل بهم، مثل سرد حكاية (طباع) النماذج المختلفة من عشاق جيهان الثلاثة (ص40… ص46): سمير المناضل المرتد، وباسم العاطل وغير المثقف، وغسان الكذاب والمخادع. وهي حكايات صغرى لا يمكنها أن تشكل محكيا مستقلا بذاته، إنها تشبه “الفضلة” في الجملة العربية. أي أنها حكايات صغرى يمكن الاستغناء عنها لكن حضورها وظيفي.
يعتبر محكي شخصية “جيهان” مركزيا ومهما لأن الساردة مررت عبره العديد من القضايا الخاصة بالمرأة في المجتمعات العربية، وشددت فيه على حساسية المرأة وبينت كذلك بعض الأسباب الخاصة التي تدفع المرأة إلى الانزواء بعيدا عن المساهمة في الحياة العامة والتي تضطرها إلى التراجع والانغماس في الأمور البسيطة والذاتية. ويقدم “محكي العائلة” باختلاف وتناقض طباع وتطلعات أفرادها فرصة للتأمل في تكون الشخصية (الروائية المتخيلة).
أما التقنيات التي تم التركيز عليها في هذا المقام: التوسيع، المحكي التكميلي، الاسترجاع والاستذكار، ثم التضمين، فالغاية منها إبراز قيمة الزمن في كتابة الرواية، وإبراز الجانب الحِرَفي والعلمي في بناء الخطاب الروائي، فلا يمكن كتابة رواية (سرد مطول) بالصدفة والعفوية، أي أن داخل كل مبدع ناقد مهندس يصمم، ويبني ويرمم حتى يستقيم العمران.
وتقنيات الرواية لن تلهينا عن الموضوعات الحساسة التي تم طرحها أو تلك التي يوحي بها سياق الأحداث، كموضوعة الجنس، وموضوعة الحب، وموضوعة الارتداد الفكري، وموضوعة الخداع والكذب في السياسة، وموضوعة العائلة، وموضوعة الصراع الطائفي، وموضوعة حرية المرأة، وموضوعة الحق الشخصي، وقضايا الاختلال النفسي…
إن رواية “خان زاده” للكاتبة اللبنانية “لينة كريدية” نموذج من السرد النسائي المعاصر الذي عالج بالتوازي قضايا تخص المرأة، وقضايا تخص المجتمع اللبناني، وتخص الكتابة الروائية. وهي الرواية الأولى للكاتبة التي تعد بالعطاء المميز والهادف إلى تقوية المدونة السردية العربية.