حوار لعفاف طبالة مع شارل فؤاد المصري

د.عفاف طبالة: التعليم سبب المشكلات التى تمر بها مصر

شارل فؤاد المصرى
المصرى اليوم ٢/ ٤/ ٢٠١١

أكدت الهيئة الاستشارية لجائزة الشيخ زايد فى حيثيات منحها الجائزة لكتاب «البيت والنخلة»، للدكتورة عفاف طبالة، أن الكتاب قدم خطاباً أدبياً متطوراً يخرج عن السائد فى كتابة أدب الأطفال، إذ تحاول الكاتبة ترك مساحة للقارئ فى مرحلة المراهقة يعيد فيها النظر فى كثير من الموجودات حوله.


■ كيف ترين أدب الأطفال فى مصر؟

- لابد أن نميز بين كتب الأطفال ونوعين من الكتب، كتب يمكن أن نطلق عليها أدباً وأخرى ليست بالضرورة أن نطلق عليها أدباً، لها طابع توعوى وتعليمى وهى: أبسط من مفهوم الأدب.

وإذا قمنا بالتمييز بين الاثنين سنجد أن الميل الأكثر لدى الذين يكتبون للأطفال نحو الأدب التوعوى وهو على شاكلة اشرب اللبن قبل النوم، واستخدم سلة القمامة لكى تحمى البيئة، وهى كتابة بشكل مباشر، والكتابة عن حقوق الإنسان والطفل هى شىء مهم ونوع من كتب الأطفال ولكن ليس هذا النوع من الكتابة هو كل كتب الأطفال، ودائماً ما يسألوننى عن القيم التى أكتب عنها، لكننى لا أجلس أفكر فى القيمة التى سأكتب عنها وأؤلف لها كتاباً، ولكن وأنا أكتب تخرج القيم الموجودة لدى بشكل غير مباشر إضافة إلى تعدد القيم المطروحة أثناء عملية الكتابة.

■ كيف نرقى بمستوى الكتابة للأطفال فى العالم العربى وتحديداً فى مصر؟

- هى دائرة عبارة عن ناس تقرأ وناس تكتب وناس تنشر، والمفروض إذا جئت وقلت إن الناشرين سينشرون ولكن الأطفال لن يقرأوا، فالسؤال الذى يطرح نفسه: ما الفائدة؟ ولذلك يجب أن يكون المحور هنا هو ليس كتابة الكتب أو نشرها ولكن أن يقرأ الأطفال الكتب.

■ كيف ندفع الأطفال إلى القراءة؟

- من خلال المكتبات الموجودة فى المدارس التى تصوروا خطأ أنها هدف ولكنها وسيلة، لأنهم توقفوا عند إنشائها باعتبارها هدفاً وليست وسيلة لتثقيف الأطفال، يتم فيها تعيين مشرفين عليها يحثون الأطفال على القراءة.

وهناك اقتراح: لماذا لا تتم دعوة من خرجوا على المعاش ليقرأوا للأطفال مثلاً فى المدارس فى حصة القراءة؟ وإن الطفل الذى يتمزق من كتابه من كثرة القراءة هو الذى يكافأ بجائزة.

■ بدأت الكتابة قبل ٤ سنوات فقط ولم نسمع عنك من قبل.. لماذا وكيف؟

- بدأت الكتابة بعد خروجى على المعاش بخمس سنوات وفوجئت بمطالبة أولادى بأن أوثق الحكايات التى كنت أحكيها لهم وهم صغار فكتبت أول قصة ثم الثانية وتم نشرها وتوالت الكتابة.

■ على ذكر توثيق «الحكى».. هل تصلح حكايات الماضى لتكون للحاضر وكيف نؤهلها للمستقبل؟

- هى ليست ماضياً.. فالقيم تصلح لكل وقت وهى تعبر عن أشياء لها طبيعة ممتدة وليست بالضرورة أن تتغير.

■ تخلطين بين الخيال والأسطورة والواقع، هل هذه الخلطة تصلح للمجتمع المصرى؟

- الرواية الفائزة بجائزة الشيخ زايد مصرية حتى النخاع وهى تتم فى الريف، والشعب المصرى بطبيعته يميل للأسطورة التى قد تنطلق من الواقع وأتمنى أن تكون مقررة على طلبة المدارس.

■ هل شخصية البطلة «بهانة» فى الرواية الفائزة هى الدكتورة عفاف طبالة؟

- فى حبها لقيمة التعليم.. وأنا سعيت لكى أتعلم لأننى تزوجت وأنا أحمل الشهادة الإعدادية وكان عمرى ١٨ عاماً، امتحنت الثانوية العامة نظام ٣ سنوات بعد أن تزوجت بثلاثة شهور دون أن أذهب إلى المدرسة وكان زوجى يشجعنى ويدفعنى إلى الأمام إلى أن حصلت على الدكتوراة.

■ إعلاء قيمة التعليم فى هذه الرواية وإلقاء الضوء عليه بهذا الشكل هل معنى هذا أن التعليم فى مصر يمر بأزمة؟

- التعليم فى مصر هو أساس كل المشاكل. وأقيم أى مجتمع بما وصل إليه التعليم والصحة لأنهما الاستثمار الحقيقى فى المجتمع، وألمانيا دمرت فى الحرب وعادت مرة أخرى بسبب أن التعليم فيها جيد.

■ هل هناك حالة معينة تعيشينها أثناء الكتابة وهل تسألين نفسك أى قيمة معينة ستكتبين عنها؟

- الأحداث والشخصية.. وأحياناً الأحداث فى حد ذاتها هى التى تحركك للكتابة وأحياناً لا تعرف إلى أين أنت ذاهب بالضبط فى الكتابة لأنها تتشكل معك أثناء حدوثها وكأنك تعيشها وأحياناً تضع خطة.

■ هل هناك كتاب معين الآن تعملين فيه؟

- نعم واسمه «عدد السنابل»، وهو ما بين الرواية والقصة وبه رسومات وهى جزء من الكتاب وهو زواج بين النص والرسم، وهى المرة الأولى التى ألجأ فيها للتراث لأن كل كتبى بعيدة عن ذلك وهو عبارة عن حكاية حكيت لى وأنا طفلة وتبقى منها شظايا وأخذتها وبدأت كتابتها وبنيت عليها وهو يشبه ألف ليلة وليلة.