لاشئ يحمل اسمه القديم غير وجهك الجديد


ثلاثون عاماً من الخرس كانت كافية ليقايض النيل حصته من الماء بالخل
قال الفتي لحبيبته :
تكفيني زجاجة واحدة وطرف ثوبك وصوتي فقنابل الشرطي خائفة ولن تسيل الوطن
لكنها سبقته للميدان واعتصمت حتي يضع قلبه مكان النسر بالعلم
........

تقول أم وهي تنزع الرصاص الميت من صدر شهيدها الحي :
مات ليمنحني الكلام
وتقول جارتها وهي تودع أولادها :
رأيت الله في الميدان فاذهبوا آمنين
وقبل الفجر كان أحمد يرسم وجه طفلته علي جدارية وترك لها مايكفي من الألوان للتوقيع
لكنها رسمت هتافاً يطلق الخيول كي تحرسه في الطريق
........

ضحكت عزة وهي تمطر جبين يوسف بالدعاء بعد أن تسللت لحلمه وهمست :
لاتنسي العلم وزجاجة الخل
وقبل أن تغادر تركت علي مرآته عنوانها بكعكة التحرير
...........

تقول ابتسامة الغريب :
أن طعنة واحدة كانت كافية
يالغباء القتلة
فبقية الطعنات لم تمح ابتسامته
........

هتفت مظاهرة (الشعب يريد) فأزاح أطفال الشوارع جدران البيوت لتتسع الطريق
وبينما نطقت سالي شهادتها انفتحت السماء لتجد الطيور مساحة لشدوها الحبيس
ويهبط الخيال من عليائه فيبدل أسماء السلع
ورد الثورة
مناديل الثورة
و ...
لاشئ يحمل أسمه القديم غير وجهك الجديد
.......

لاشئ يشبه ضحكتك
تلك التي تحرض العصافير علي الغناء
وتستثير شهوة المطر
فيطيب جرح في كبد السماء
وتقطع الفراشات أجازتها الموسمية لتصحح ألوان العلم في طابور الصباح
وتقتسم الحلم والآردية بخيمة تعتصم
بميدان التحرير