من كُتب الأجلاف

ـ كتاب النصوص
( وردة ذكرياتي تعفنت في قلبه
وإسمي مكتوب على جلدتـه بلسعات النار)

أصدرته وزارة التعليم لتربية الأذواق
فصار الكتاب المقدس لديانة التقيؤ
ملأ أوراقه شعراء طيبون وقَّدّم له طاغية
وعلَّقت على هوامشه ثلاثة أجيال
تنحدر من جد حقود ،

جَلَدَه آبـاء مرتعشون بايدي دامية
وزينّوه بمسامير صغيرة في خاصرته
متصلب ونصف مغلق
عندما أكون جائعاً يبدو لي كرغيف محترق،


الذي يصدر موسيقى مبجلة
(عبارة عن أصوات غربان ميتة ترتطم بالارض )
وتحية لنشاذه الصامد يقف الأجلاف صفـوفاً ،




تصميمه تُرك لقتله ضعاف النظر
يضعون نظارات سميكة لاتدرك ضوء الفجر
فوضعوا شاعر الصحراء في صفحة
وفي الصفحة المقابلة شاعر الدولة المهيب
وبينهما تركوا صفحة بيضاء
إذا سقطت دموعي فوقها ظهر نعي العالم ،


وضعوا الكتاب بين يديّ وأنا ألعب
وقالوا لي تَعَلّم
كنت آخذه إلى الحقل
إكتشفت أنه كتاب مدهش وصار رفيق صباي
ـ إذا أغلقته فجأة ـ
أستطيع أن أسحق أي فراشة عابرة
في غمضة عين .