مقاطع من ديوان "نمر يبتسم" لخالد السنديوني

نمر

" لو تحدث ضحاياه لقالوا :

صَعقَتنا جوهرتان من العالم السفلي

وأخذنا جماله

قبل أن تغمرنا وحشيته

وما من فريسة وهو يفتك بها

إلا تمنت فقط

لو يبتسم "

عقرب

"خُلِقَت الحياة

ليتفرَّج عليها الموتى

وخُلِقَ الموت

ليتفرَّج عليه الأحياء

أما أنا فأحمل الموت على ظهري طوال الوقت

ولا أستطيع أن أنظر اليه

بومـة من جواهر

الليل الأزلي أهداها حرير جناحيه

وإقتلع عينيه من أجلها وظل أعمى

وإختار لها جواهر جسدها من بين كنوز الظلام

وجاء بأثمن مايملك

قلب السكون النابض

ووضعه بين مخالبها

أما هي فطارت أمام موكبه

دون أن تُحدث أي صوت

ودلته على أقصر طريق كي يغمر العالم .

من دفتر زوار الغابة

“دعني أبدي دهشتي

فأكثر الكوابيس التي تخيف

فراشات الوادي

هي أن تقضي عمرها مطمورة في الظلام

وقد إمتلئت بطونها بالطين

وهذا بالتحديد

أجمل أحلام

دودة الارض العمياء”

زرافة

رغم أنني أستطيع أن أرى كل شىء من مكاني هذا

لايظن أحد أنني أستكشف

فأنا أقل يقظة من هذا

أو أنني صعدت الى مكان عالي كي أعظ

فليس هناك الكثير من العلم في رأسي الصغير

ولا أعتقد أن فمي الذي يمضغ طوال الوقت يعرف شىء عن البلاغة

ولا أن رقبتي التي تعلو فوق الاشجار خُلقت لتلقي قلائد الحكمة ،

وثمة سخرية ينطوي عليها جسدي

سخرية تجعلني منزعجة على الدوام

أحس بها عندما أرغب في الشرب من النهر

فقوائمي تبدو مثل سُلّم

أعلى من كل شىء

لايصعد فوقه أحد .