قصيدة لميسون صقر

كي أفتح لك السر

كَيْ أفتحَ لكَ السِرَّ

 

هَلْ مَعَكَ مفْتاحٌ مَا البَابُ لا يُفْتَحُ إلاَّ بسرٍّ واحدٍ واليَومُ لا يَبْدأُ إلا بصَبَاحٍ أَيهَا الغَريبُ هَذَا الصَّبَاحُ بلا دُمُوعٍ

سَائراً في المخَاضِ أعطني مفْتاحاً كَيْ أفْتَحَ لَكَ السِرَّ كَيْ أخبرَكَ عَنِي أو عَن تَفاهَاتِ الأمْسِ أيُّها العاشقُ أَيُّها الطِفْلُ اليَتيمُ الحَنَانُ لَيسَ مُتاحاً لَكِنَّ قَلِيلاً من الصَّبْرِ يَكْفِي لأنْ تَكُبرَ

نمْ مِلءَ العَينِ، ولاَ تَسَلْ سأكُونُ بانتظَارِكَ سَنَمْشِي وَحيدَيْن فِي هَذِه المدِينةِ لَستُ غَريبةً عَنْكَ وحَتَّي لا أبْتعدَ أعْطني مفْتَاحَ نَفْسِكَ كَيْ أدْخُلَ إليكَ يا بَيْتيَ الجَديدِ. جَاريةٌ صَغيرةٌ

سُرقَتْ قَديماً لتُصبِحَ جَاريَةً لآخرينَ مُنذُ حَربٍ كَبيرةٍ كانتْ تَطحنُ حُبُوباً وتأكلُهُا عُنْوَةً تَحتَ وطأة الجُوعِ. لم تَلدْ أطْفالاً ظلَّتْ تُربِي جَسَدها على خُشُونتِهِ وداومَتْ على الصَّلاةِ وتَهْرِيبِ الأسْلِحَةِ والخمْرِ كُلَّما سَنَحتْ فُرْصةٌ. اشتَرتْ حُرِّيتها ـأخيراًـ بثَمَنٍ بَاهظٍ من العَلاقات والوَقيعةِ اشْترَتْ بَيْتاً كَبيراً بأثَاثٍ فَخْمٍ لكنَّها تَنَامُ كُلَّ ليلَةٍ عندَ بابهِ على الأرضِ كما تَعَوَّدتْ.