الحسين لم يمت

أُفَكِّرُ فيك

بغداد

مجترحاً كلماتِ الخُبْزِ المحترق

ترتجفُ أنفاسي

في أسرارِ المراوغةِ والتباهي

وتنصَهِرُ وردةُ الشمسِ

في الغيمةِ الياقوتيةِ الزرقاء

أرافقُ مجري النهر في حمأٍ مصهور

كي أشْهَدَهُ حين يقذف الغرباء

أفكر فيك

وأنتِ بين شقِّيَّ الرُحَى

بين هوسِ سرير الملكِ المزيَّن

بجماجمِ الأبرياء

سجون الاغتصاب

أشباح التجوال في منفى الظمأ

وبين الممالك البعيدة

التي أطلقت عنقاءَها

وغرست محيضَها في جفنة الدم

معلنة شبقها القديم

للتنور المقدس

تفتعل المحنة في قشور المضاجعة

تتحدث عن الآخر

عن شعلة الحرية ..

المتباهية بالعُصابةِ العمياء

تبحث عن وقودِها الآتي ..

من عمق الحضارةِ

وجلوةِ الصحراء

بغداد

وجهكِ المستريب ينتفض أعجاز نخلٍ

أطفالُكِ يقرءون كتاب الثريد ..

المذهول

شيوخكِ يخلعون قهوتهم ..

وينتصبون في مشانقهم

شقوق الأقدامِ الهرِمة

تتسلقُ لحاهم

في اليقين أشياءُ تتهيأُ لغضبةِ السماء

تكرِّسُ الخطيئةَ الزلقة

علَّها تنفلتُ من أُطُرِ الَّلوْحة

أو تستمسكُ بنهاياتِ الصدى

في الوادي السحيق

بغداد

يا أعراف الخيول الجامحة

يا حرير الجدائل .. ووشم الاصطفاء

يا سيدةَ النورِ والشِّعْرِ

هل جهزتِ الوصية الأخيرة

ومرثية القوافي

هل وشَّحْتِ الفراتَ سوادا

ولطمتِ من دجلةَ الخدود

هل أطفأتِ زهراءَ النجوم

وأشعلتِ في القلبِ نارَ يزيد

بغداد

...

كربلاءُ تعرفُ

أن الحسينَ

لم يمت