طائر المصباح

 

كنتِ قاسيةً جدا لم تطيعي حنينَ عينيه لتكوني فتاةَ ابنهِ البِكر وهو يحكي لك عن جنية القرية وعفاريت آخرِ الليل في طرقاتها المظلمة

هل تجلّت طفولتُكِ الدائمة لعينيه العميقتين اللتين أورثهما للفتى الحائرِ كم مرةً سمع حكاياهُ وكم هي مختلفة كلَّ مرة .

ربما رأى فيكِ جمال القاهريةِ "الشقية" ندّاهتَهُ التي من أجلها خاصمَ الفِلاحةَ وسعى خلف أثيرها إلى المدينة الكبيرة ليعشقَ قصور أثريائها القُدامى ويتزوجَ فتاةً تصغرهُ بعقدين إلا قليلا .

وفي شقةٍ بحجرتين ودَّعَ قصورهُ وشوارعَها الواسعة وعاودهُ حنينُهُ الأخضر ليسقيَ ياسمينةَ الشرفة كلَّ مساء ويطلقَ جنيَّاتهِ في صدور أربعةٍ من الذكور وطفلةٍ غائبة .

أين ذهبت حكاياهُ حين تواريتُما خلف الباب وعرفتُما مذاقَ قُبلةٍ ضالة ؟

ربما حكَّ المصباحَ طائرٌ طوى جناحيه لينبعثَ الماردُ الجميل محملا بالوردِ والفراشات ومُثقلا بالحنين لنداء عينيه البعيدتين